لو فرضنا البشر كلهم على أجملهم صورة ، على صورة جمال يوسف ( ، ثم جُمعَ جمالهم كُلُّه في شخص واحد ، هل يُتَصَوَّر جماله ؟! الحق أنه لا يمكن تَصَوُّرُه لبلُوغه درجات عالية في كمال الجمال المخلوق فكيف لو أنضاف إليه الجمال في جميع المخلوقات من الطير والوحش والفلَكَ والحدائق والغابات واللؤلؤ وغيره ، لا شك أنه سيكون أبعد عن التصور ، ومن ثَمَّ يستحيل وجود عيوب أو قبح أو نقص في هذه الحالة ، ثم لو نسبنا ذلك الجمال المفروض إلى جمال الخالق ، لكان أقل من شمعه ضعيفة إلى قرص الشمس ، فهل يخطر ببال أحد إمكانُ تصور جمال الرب سبحانه الذي له منتهى الكمال في الجمال ؟! فإذا كان ذلك مستحيلاً فهل يُتَصَوَّر بعد ذلك وجود عيوب أو نقص في جمال الرب سبحانه ؟! إن ذلك أبطل الباطل .
المثال الثاني:-
لو فرضنا مصباحاً كهربياً ذا قدرة عالية في الإضاءة فإنه يمكن تَصوَّر النَّظَرُ إليه وتصورُ قدرته الضَّوئية ، فلو فرضنا أن مصابيح العالم كلِّه تَركَّزَت في مِصْباح واحد ، فهل يمكن تصور النظر إليه عن قرب ، وتَصُّور قدرتهِ الضوئية ؟! أنا لا أستطيع تصور ذلك . فكيف لو انضاف إلى ذلك كل وقود الأرض وجميع الطاقات الكهربية الموجودة وفرضناها إضاءة مركزة ، فهل يمكن التصور ؟! إن ذلك مستحيل . فكيف بنور الشمس كُلَّه لو رُكِّز في المصباح المفترض ؟! فكيف لو انضاف إليها أنوار جميع النجوم في جميع المجرات في زينة السماء الدنيا ؟! وكل هذه أنوار مخلوقه ، فكيف بأنوار الخالق ؟ هل يمكن تصور عَظَمَتِها وكمالِها ؟ وإذا كان ذلك التصور مستحيلاً تماماً ؛ فهل بعد ذلك يُتصور وجود نقص أو عيب ؟! حاشا لله . واعتبر ذلك وقِسْ عليه في جميع صفات الله عز وجل ، وستأتي أمثله أخرى تحت عنوان:-
( القداسة في الصفات )