الصفحة 2 من 43

والإمام أحمد رحمه الله من تأمَّل سيرته عرف شدَّة تمسكه بالسنة وإظهار الرد على المخالفين لها.قال ابن مُفلح المقدسي رحمه الله في الآداب الشرعية (1/375) :"فصل في الإستعانة بأهل الأهواء وأهل الكتاب في الدولة قال أبو علي الحسين بن أحمد بن المفضل البجلي:دخلت على أحمد بن حنبل ،فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الإستعانة بأهل الأهواء ،فقال أحمد:لا يستعان بهم ،قال فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم؟قال:إن النصارى واليهود لا يدعون إلى أديانهم وأصحاب الأهواء داعية".عزاه الشيخ تقي الدين إلى"مناقب البيهقي"وابن الجوزي يعني للإمام أحمد وقال:فالنهي عن الإستعانة بالداعية لما فيه من الضرر على الأمة"انتهى كلامه وهو كما ذكر."

وفي جامع"الخلاَّل"عن الإمام أحمد:أنَّ أصحاب بشر المريسي وأهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يُستعان بهم في شيء من أمور المسلمين فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين والمسلمين .وروى البيهقي في"مناقب أحمد"عن محمد بن أحمد بن منصور المروذي أنه استأذن على أحمد بن حنبل فأذن له فجاء أربعة رسل للمتوكل يسألونه فقالوا:الجهمية يُستعان بهم على أمور السلطان قليلها وكثيرها أولى أم اليهود والنصارى؟فقال أحمد:أما الجهمية فلا يُستعان بهم على أمور السلطان قليلها وكثيرها ،وأما اليهود والنصارى فلا بأس أن يُستعان بهم في بعض الأمور التي لا يُسَلَّطون فيها على المسلمين حتى لا يكونوا تحت أيديهم قد استعان بهم السلف.

قال محمد بن أحمد المروذي:أيُستعان باليهود والنصارى وهم مشركان؟ولا يُستعان بالجهمي؟قال:يا بني يغتر بهم المسلمون وأولئك لا يغتر بهم المسلمون"أهـ."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام