فهرس الكتاب
الصفحة 1 من 71

( وفيه تسعة مباحث )

المبحث الأول

الاعتصام بالكتاب والسنة

…إن الكتاب والسنة الصحيحة هما المصدر الأساسي للحق ، والمنبع الصافي لدين الإسلام ، فيهما المنهج الكامل لحياة البشر ، وهما الميزان الصحيح الذي توزن به الأقوال والأعمال والأفعال ، وبالإعراض عنهما ، والصد عن سبيلهما تقع الفتن ، وتحل الرزايا والمحن .

…ولقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة وأقوال السلف في التنبيه على هذا الأمر العظيم ( الاعتصام بالكتاب والسنة ) ، وأن التمسك بهما سبب رئيس في النجاة من الفتن كلِّها .

…فمن أدلة القرآن على وجوب الاعتصام بالقرآن قوله - عزّ وجل -: ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ((1) ، وقد جاء عن السلف تفسيرات عديدة في المراد بالحبل ، لا تعارض بينها ، ومما ذكروا في تفسير الحبل أنه القرآن (2) ، وقال الطبري عند قوله سبحانه: ( ولا تفرقوا (:(( يعني جل ثناؤه بقوله: ( ولا تفرقوا ( ولا تتفرقوا عن دين الله وعهده الذي عهد إليكم في كتابه من الائتلاف والاجتماع على طاعته وطاعة رسوله( والانتهاء إلى أمره ) ) (3) .

…وقد لخص الإمام ابن القيم - رحمه الله - حقيقة الاعتصام بالقرآن بقوله: (( وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم ، ومعقولاتهم ، وأذواقهم وكشوفاتهم ومواجيدهم . فمن لم يكن كذلك فهو مُنسل من هذا الاعتصام . فالدين كله في الاعتصام به وبحبله ، علمًا وعملاً ، وإخلاصًا واستعانة ، ومتابعة ، واستمرارًا على ذلك إلى يوم القيامة ) ) (4) .

…وإن هذا الأمر وهو الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة قد جاء مقررًا في القرآن بأساليب الترغيب كما في قوله سبحانه: ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ((5) ، وقوله: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ((6) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام