فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
فبين يديك أخي القارئ الكريم الكتاب الثاني من هذه الأسفار المباركة المسماة بـ ( فتح رب السماء في شرح معاني الأسماء ) .
وكنت قد تناولت في الكتاب الأول المسمي بـ ( إيضاح الدلالة بمعاني لفظ الجلالة ) .
ومنهجي هو فهم معاني الأسماء الحسنى فهماً صحيحاً في ضوء العقيدة السلفية ، من خلال النصوص القرآنية والنبوية والآثار السلفية ، صيانة لها من الآراء الكلامية البعيدة عن منهج السلف رحمهم الله - عز وجل - .
وتالله ما أفسد علينا حُسن عرض عقيدتنا إلا هذه الآراء الدخيلة علينا من أفراخ الضلال أهل الكلام ، الذين أفسدوا على أنفسهم دينهم حتى تصوروا أن عقيدتنا الإسلامية النقية الصافية الصحيحة أنها متاهات ومُحالات عقلية تحتاج إلى منطق اليونان فلسفتهم ، فتفرقوا بسببها فرقًا بل وامتد الخلاف إلى أسماء الله - عز وجل - وصفاته وصار يدور البحث على رؤوس هذه المسائل كأن الأصل هو دراسة مردود هذه الفلسفات وآثارها المتراسبة على أصول الأمة وثوابتها، مما تسبب في ضياع المعاني التى تربى عليها الرعيل الأول من سلفنا الصالح بل إن ( التدريس الفِرَقِي لأسماء الله وصفاته لا يحقق التزكية الربانية بها:
وهنا لابد من التنبيه على أمر مهم جدا، وهو أن الواجب على العلماء الذين يقومون بتدريس الإيمان (العقيدة ) ، وبخاصة أسماء الله وصفاته، أن يجعلوا جل اهتمامهم تربية طلابهم بمعاني هذه الأسماء والصفات، بحيث يغرسون تلك المعاني