لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَرْضَ الشَّامِ أُتِيَ بِبِرْذَونٍ فَرَكِبَهُ ، فَهَزَّهُ ، فَكَرِهَهُ ، فَنَزَلَ عَنْهُ ، وَرَكِبَ بَعِيرَهُ ، فَعَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ ، فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ ، وَنَزَعَ مُوقَيْهِ ، فَأَخَذَهُمَا بِيَدِهِ ، وَخَاضَ الْمَاءَ ، وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ بِخِطَامِهِ - أَوْ قَالَ : بِزِمَامِهِ - فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ : لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، قَالَ : فَصَكَّ فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَوِّهْ - يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ - لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ ، وَأَقَلَّ النَّاسِ ، وَأَحْقَرَ النَّاسِ ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلَّكُمُ اللَّهُ "
أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَا : أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَرْضَ الشَّامِ أُتِيَ بِبِرْذَونٍ فَرَكِبَهُ ، فَهَزَّهُ ، فَكَرِهَهُ ، فَنَزَلَ عَنْهُ ، وَرَكِبَ بَعِيرَهُ ، فَعَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ ، فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ ، وَنَزَعَ مُوقَيْهِ ، فَأَخَذَهُمَا بِيَدِهِ ، وَخَاضَ الْمَاءَ ، وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ بِخِطَامِهِ - أَوْ قَالَ : بِزِمَامِهِ - فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ : لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، قَالَ : فَصَكَّ فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَوِّهْ - يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ - لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ ، وَأَقَلَّ النَّاسِ ، وَأَحْقَرَ النَّاسِ ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلَّكُمُ اللَّهُ