• 1147
  • أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِجَرِيرٍ : " يَا جَرِيرُ ، أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ ؟ " . قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَهُوَ مِمَّا كُنْتُ أُحِبُّ , وَأَتَمَنَّى أَنْ لَا يَهْدِمَهُ غَيْرِي . قَالَ : " فَاخْرُجْ إِلَيْهِ فِي قَوْمِكَ حَتَّى تَهْدِمَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . قَالَ جَرِيرٌ : فَذَكَرْتُ بُعْدَ الْبَلَدِ ، وَإِنْ خَرَجْتُ عَلَى الْإِبِلِ أَبْطَأْتُ ، قُلْتُ : لَيْسَ يُشْبِهُ جَرَايِدَ النَّخْلِ ، وَكُنْتُ لَا فُرُوسَةَ لِي ، قَدْ خَبَرْتُ نَفْسِي ، مَا رَكِبْتُ فَرَسًا إِلَّا صَرَعَنِي فَأَكُونُ مِنْهُ ضَمِنًا ، فَتَرَكْتُ رُكُوبَ الْخَيْلِ حَتَّى كَانَ الْحَيُّ يُمَازِحُونِي بِذَلِكَ وَيَقُولُونَ : ارْكَبِ الْحِمَارَ وَالْبَعِيرَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا " . قَالَ جَرِيرٌ : فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ، وَلَكَأَنِّي غَيْرُ الَّذِي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِي ، عَمَدْتُ إِلَى فَرَسٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي شَمُوسٍ فَرَكِبْتُهُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَيْهِ أَشُورُهُ ، فَدَلَّ تَحْتِي حَتَّى كَأَنَّهُ شَاةٌ ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ ، وَنَفَرْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَحْمَسَ ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، إِنَّمَا يُغَيرُونَ عَلَيْهَا وَيُغَارُ عَلَيْهِمْ ، فَقَلَّ مَا أُصِيبَ لَهُمْ نَهْبٌ إِلَّا تَخَلَّصُوهُ لِنَجَابَةِ خَيْلِهِمْ وَفُرُوسِيَّتِهِمْ ، وَقَلَّ مَا أَصَابُوا نَهْبًا فَأُدْرِكُوا حَتَّى يَدْخُلُوا مَأْمَنَهُمْ . قَالَ جَرِيرٌ : فَانْتَهَيْتُ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ , فَإِذَا قَوْمٌ مُمْسِكُونَ بِالشِّرْكِ ، يَقُولُونَ : أَنْتُمْ تَقْدُرُونَ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : سَتَرَوْنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَأَتَنَاوَلُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ ، وَصِحْتُ بِأَصْحَابِي يَحْمِلُونَ الْحَشِيشَ الْيَابِسَ وَهُوَ حَوْلَنَا رُكَامٌ ، ثُمَّ أَضْرَمْتُهُ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ الصَّنَمُ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجَمَلِ الْجَرِبِ قَدْ هُنِئَ بِالْقَطِرَانِ . قَالَ : وَبَعَثْتُ بَشِيرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : أَبُو أَرْطَأَةَ , وَاسْمُهُ حُسَيْنُ بْنُ رَبِيعَةَ , فَقُلْتُ لَهُ : أَحِدَّ السَّيْرَ حَتَّى تَقَدُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُخْبِرَهُ بِهَدْمِهَا ، قَالَ : فَرَكِبَ فَأَغَذَّ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُ , وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَفَهَدَمْتُمُوهَا " ؟ , فَجَعَلَ يَقُولُ : نَعَمْ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبٌ "

    قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَبِي وَغَيْرِهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ يَوْمًا لِجَرِيرٍ : يَا جَرِيرُ ، أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ ؟ . قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَهُوَ مِمَّا كُنْتُ أُحِبُّ , وَأَتَمَنَّى أَنْ لَا يَهْدِمَهُ غَيْرِي . قَالَ : فَاخْرُجْ إِلَيْهِ فِي قَوْمِكَ حَتَّى تَهْدِمَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . قَالَ جَرِيرٌ : فَذَكَرْتُ بُعْدَ الْبَلَدِ ، وَإِنْ خَرَجْتُ عَلَى الْإِبِلِ أَبْطَأْتُ ، قُلْتُ : لَيْسَ يُشْبِهُ جَرَايِدَ النَّخْلِ ، وَكُنْتُ لَا فُرُوسَةَ لِي ، قَدْ خَبَرْتُ نَفْسِي ، مَا رَكِبْتُ فَرَسًا إِلَّا صَرَعَنِي فَأَكُونُ مِنْهُ ضَمِنًا ، فَتَرَكْتُ رُكُوبَ الْخَيْلِ حَتَّى كَانَ الْحَيُّ يُمَازِحُونِي بِذَلِكَ وَيَقُولُونَ : ارْكَبِ الْحِمَارَ وَالْبَعِيرَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا . قَالَ جَرِيرٌ : فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ، وَلَكَأَنِّي غَيْرُ الَّذِي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِي ، عَمَدْتُ إِلَى فَرَسٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي شَمُوسٍ فَرَكِبْتُهُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَيْهِ أَشُورُهُ ، فَدَلَّ تَحْتِي حَتَّى كَأَنَّهُ شَاةٌ ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ ، وَنَفَرْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَحْمَسَ ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، إِنَّمَا يُغَيرُونَ عَلَيْهَا وَيُغَارُ عَلَيْهِمْ ، فَقَلَّ مَا أُصِيبَ لَهُمْ نَهْبٌ إِلَّا تَخَلَّصُوهُ لِنَجَابَةِ خَيْلِهِمْ وَفُرُوسِيَّتِهِمْ ، وَقَلَّ مَا أَصَابُوا نَهْبًا فَأُدْرِكُوا حَتَّى يَدْخُلُوا مَأْمَنَهُمْ . قَالَ جَرِيرٌ : فَانْتَهَيْتُ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ , فَإِذَا قَوْمٌ مُمْسِكُونَ بِالشِّرْكِ ، يَقُولُونَ : أَنْتُمْ تَقْدُرُونَ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : سَتَرَوْنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَأَتَنَاوَلُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ ، وَصِحْتُ بِأَصْحَابِي يَحْمِلُونَ الْحَشِيشَ الْيَابِسَ وَهُوَ حَوْلَنَا رُكَامٌ ، ثُمَّ أَضْرَمْتُهُ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ الصَّنَمُ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجَمَلِ الْجَرِبِ قَدْ هُنِئَ بِالْقَطِرَانِ . قَالَ : وَبَعَثْتُ بَشِيرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : أَبُو أَرْطَأَةَ , وَاسْمُهُ حُسَيْنُ بْنُ رَبِيعَةَ , فَقُلْتُ لَهُ : أَحِدَّ السَّيْرَ حَتَّى تَقَدُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَتُخْبِرَهُ بِهَدْمِهَا ، قَالَ : فَرَكِبَ فَأَغَذَّ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُ , وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَفَهَدَمْتُمُوهَا ؟ , فَجَعَلَ يَقُولُ : نَعَمْ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبٌ

    ذي الخلصة: ذو الخلصة : بيت فيه صنم يعبدونه في الجاهلية
    أضرمته: أضرم : أشعل
    مَا حَجَبَنِي عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات