عَنِ الْمُنَقَّعِ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا فَقُلْتُ : هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا ، فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ ، فَقُلْتُ : إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ ، فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ " . فَمَكَثْتُ أَيَّامًا وَخَاضَ النَّاسُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ , أَوْ قَالَ مُضَرَ , فَمُصَدِّقُهُمْ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ ، فَلَأَصَّدَّقَنَّهُمْ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدُمَ عَلَيْهِمْ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ "
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْفَزِعُ قَالَ سَيْفٌ : أَظُنُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , عَنِ الْمُنَقَّعِ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا فَقُلْتُ : هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا ، فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ ، فَقُلْتُ : إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ ، فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ . فَمَكَثْتُ أَيَّامًا وَخَاضَ النَّاسُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ , أَوْ قَالَ مُضَرَ , فَمُصَدِّقُهُمْ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ ، فَلَأَصَّدَّقَنَّهُمْ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدُمَ عَلَيْهِمْ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ . قَالَ الْمُنَقَّعُ : فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ ، يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ . قَالَ أَبُو غَسَّانَ : الْمُنَقَّعُ , رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَدْ نَسَبَهُ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ، قَالُوا : وَشَهِدَ الْمُنَقَّعُ الْقَادِسِيَّةَ ثُمَّ قَدِمَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّ بِهَا ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ : جَنَاحٌ , شَهِدَ عَلَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقَالَ : لَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْلَ ذَيْلٌ بَيْنَهَا طِعَانٌ وَنَشَّابٌ قَصَرْتُ جَنَاحَا فَطَاعَنْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصَرَهُ وَوَدَّ جَنَاحٌ لَوْ قَضَى فَاسْتَرَاحَا كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ فَوْقَ جَبِينِهِ مَخَارِيقُ بَرْقٍ فِي تِهَامَةَ لَاحَا