قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ : فَقِيلَ : إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا قَالَ : فَأَتَيْتُهَا ، فَسَأَلْتُهَا ، فَقَالَتْ : هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، فَإِنْ أَرَدْتَهُ ، فَتَحَيَّنْهُ فِي وَقْتِ فُطُورِهِ يَعْنِي إِفْطَارَهُ قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ بَقِيَ ، وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ : فَقُلْتُ لِعَامِرٍ : لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا قَالَ : " وَمَا هُوَ ؟ " قَالَ : غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ قَالَ : " قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا ، فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ " قَالَ : وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ بَقِيَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ " قَالَ : " مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ ، وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ " قَالَ : وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ : " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الْأُمَرَاءِ ، وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ ، أَوْ جُشُوبَةٌ " قَالَ : فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ ، وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ ، وَكَعْبٌ يَقْرَأُ ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ ، فَسَّرَهُ لَهُ ، فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ قَالَ : فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَتَدْرِي مَا هَذَا ؟ قَالَ : لَا قَالَ : هَذِهِ الرِّشْوَةُ ، أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ ، وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ : فَقِيلَ : إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا قَالَ : فَأَتَيْتُهَا ، فَسَأَلْتُهَا ، فَقَالَتْ : هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، فَإِنْ أَرَدْتَهُ ، فَتَحَيَّنْهُ فِي وَقْتِ فُطُورِهِ يَعْنِي إِفْطَارَهُ قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ بَقِيَ ، وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ : فَقُلْتُ لِعَامِرٍ : لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالْأَمْسِ قَالَ : قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا ، فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ قَالَ : وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ بَقِيَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ قَالَ : مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ ، وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ قَالَ : وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ قَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الْأُمَرَاءِ ، وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ ، أَوْ جُشُوبَةٌ قَالَ : فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ ، وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ ، وَكَعْبٌ يَقْرَأُ ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ ، فَسَّرَهُ لَهُ ، فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ قَالَ : فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَتَدْرِي مَا هَذَا ؟ قَالَ : لَا قَالَ : هَذِهِ الرِّشْوَةُ ، أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ ، وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ