• 565
  • قَالَ حَنِيفَةُ لِابْنِهِ حِذْيَمٍ : اجْمَعْ لِي بَنِيكَ ؛ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ فَجَمَعَهُمْ ، وَقَالَ : قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ قَالَ : فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ قَالَ : وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطِيفَةَ قَالَ : قَالَ حِذْيَمٌ لِأَبِيهِ حَنِيفَةَ : يَا أَبَتَاهُ ، إِنِّي لَأَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا تَقَرُّ بِهَذَا عَيْنُ أَبِينَا ، فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا ، وَقَسَمْنَا لَهُ كَنَصِيبِ بَعْضِنَا قَالَ : أَوَ سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ : " مَنْ هَؤُلَاءِ الْمُقْبِلُونَ " ؟ فَقَالُوا : هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ ، أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ . قَالَ : " فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ " ؟ قَالُوا : أَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الْأَكْبَرُ ، وَلَا نَعْرِفُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَلَمَّا جَاؤُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَلَّمَ حَنِيفَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ سَلَّمَ حِذْيَمٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا يَا أَبَا حِذْيَمٍ " ؟ قَالَ : هَذَا رَفَعَنِي وَضَرَبَ فَخْذَ حِذْيَمٍ . فَقَالَ : " أَوَلَيْسَ هَذَا حِذْيَمًا " ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَيَّ أَلْفُ بَعِيرٍ ، وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ ، فَخَشِيتُ أَنْ تُفْجِئَنِي الْمَوْتَ أُوَامِرُ اللَّهِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ ، فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ . قَالَ : فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، فَإِنْ لَا فَعَشْرٌ ، فَإِنْ لَا فَخَمْسَ عَشْرَةَ ، فَإِنْ لَا فَعِشْرُونَ ، فَإِنْ لَا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ ، فَإِنْ لَا فَثَلَاثُونَ ، فَإِن كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ " قَالَ : فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . قَالَ : فَوَدَّعَهُ حَنِيفَةُ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ " ؟ قَالَ : هُوَ ذَاك النَّائِمُ ، وَكَانَ يُشْبِهُ الْمُحْتَلِمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ " قَالَ : ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ قَالَ : فَقَالَ حِذْيَمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً ، مِنْهُمْ ذُو لِحَى ، وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ . قَالَ حَنْظَلَةُ : وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ ، فَشَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ : " ادْنُ يَا غُلَامُ " فَدَنَا مِنْهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، وَقَالَ : " بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ "

    قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ هَانِئِ بْنِ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا الذَّيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ : قَالَ حَنِيفَةُ لِابْنِهِ حِذْيَمٍ : اجْمَعْ لِي بَنِيكَ ؛ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ فَجَمَعَهُمْ ، وَقَالَ : قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ قَالَ : فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ قَالَ : وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطِيفَةَ قَالَ : قَالَ حِذْيَمٌ لِأَبِيهِ حَنِيفَةَ : يَا أَبَتَاهُ ، إِنِّي لَأَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا تَقَرُّ بِهَذَا عَيْنُ أَبِينَا ، فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا ، وَقَسَمْنَا لَهُ كَنَصِيبِ بَعْضِنَا قَالَ : أَوَ سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ الْمُقْبِلُونَ ؟ فَقَالُوا : هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ ، أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ . قَالَ : فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ ؟ قَالُوا : أَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الْأَكْبَرُ ، وَلَا نَعْرِفُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَلَمَّا جَاؤُوا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، سَلَّمَ حَنِيفَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ سَلَّمَ حِذْيَمٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ قَالَ : هَذَا رَفَعَنِي وَضَرَبَ فَخْذَ حِذْيَمٍ . فَقَالَ : أَوَلَيْسَ هَذَا حِذْيَمًا ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَيَّ أَلْفُ بَعِيرٍ ، وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ ، فَخَشِيتُ أَنْ تُفْجِئَنِي الْمَوْتَ أُوَامِرُ اللَّهِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ ، فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَتِهِ . قَالَ : فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، فَإِنْ لَا فَعَشْرٌ ، فَإِنْ لَا فَخَمْسَ عَشْرَةَ ، فَإِنْ لَا فَعِشْرُونَ ، فَإِنْ لَا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ ، فَإِنْ لَا فَثَلَاثُونَ ، فَإِن كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ قَالَ : فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . قَالَ : فَوَدَّعَهُ حَنِيفَةُ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ قَالَ : هُوَ ذَاك النَّائِمُ ، وَكَانَ يُشْبِهُ الْمُحْتَلِمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ قَالَ : فَقَالَ حِذْيَمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً ، مِنْهُمْ ذُو لِحَى ، وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ . قَالَ حَنْظَلَةُ : وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ ، فَشَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ : ادْنُ يَا غُلَامُ فَدَنَا مِنْهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، وَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ قَالَ الذَّيَّالُ : فَرَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ ، وَبِالشَّاةِ الْوَارِمِ ضَرْعُهَا ، فَيَتْفُلُ فِي كَفِّهِ ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى صُلْعَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ يَمْسَحُ الْوَرَمَ فَيَذْهَبُ

    الإبل: الإبل : الجمال والنوق ، ليس له مفرد من لفظه
    بعيرا: البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    بعير: البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    جثا: الجثو : جلوس المرء على ركبتيه
    هراوة: الهراوة : العصا ، وقيل : العصا الضخمة
    أباعرهم: الأباعر : جمع بعير وهو ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    ادن: الدنو : الاقتراب
    فدنا: الدنو : الاقتراب
    الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، فَإِنْ لَا فَعَشْرٌ ، فَإِنْ لَا فَخَمْسَ عَشْرَةَ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات