• 104
  • قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : ثَقُلَ ابْنٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ , وَمَضَى أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ , فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ , وَقَالَتْ : لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ , فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ , وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ . قَالَ : مَا فَعَلَ الْغُلَامُ أَوِ الصَّبِيُّ ؟ قَالَتْ : خَيْرُ مَا كَانَ , وَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ , فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ , فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ , أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً , فَتَمَتَّعُوا بِهَا , فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ . قَالَ : مَا أَنْصَفُوا . قَالَتْ : فَإِنَّ ابْنَكَ فُلَانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ , فَاسْتَرْجَعَ , وَحَمِدَ اللَّهَ , فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : " بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا " , فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , فَوَلَدَتْ لَيْلًا , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعَ أَنَسٍ , فَأَخَذْتُ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُهَنِّئُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يُسَمِّهَا , فَقُلْتُ : وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ . قَالَ : " أَمَعَكَ شَيْءٌ ؟ " . قَالَ : قُلْتُ : تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ , فَأَخَذَ بَعْضَهُ , فَمَضَغَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَرِيقِهِ , فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ , فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ , فَقَالَ : " حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ " . قَالَ : فَقُلْتُ : سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ "

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ : قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : ثَقُلَ ابْنٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ , وَمَضَى أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ , فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ , وَقَالَتْ : لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ , فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ , وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ . قَالَ : مَا فَعَلَ الْغُلَامُ أَوِ الصَّبِيُّ ؟ قَالَتْ : خَيْرُ مَا كَانَ , وَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ , فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ , فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ , أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً , فَتَمَتَّعُوا بِهَا , فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ . قَالَ : مَا أَنْصَفُوا . قَالَتْ : فَإِنَّ ابْنَكَ فُلَانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ , فَاسْتَرْجَعَ , وَحَمِدَ اللَّهَ , فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا , فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , فَوَلَدَتْ لَيْلًا , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعَ أَنَسٍ , فَأَخَذْتُ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يُهَنِّئُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يُسَمِّهَا , فَقُلْتُ : وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ . قَالَ : أَمَعَكَ شَيْءٌ ؟ . قَالَ : قُلْتُ : تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ , فَأَخَذَ بَعْضَهُ , فَمَضَغَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَرِيقِهِ , فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ , فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ , فَقَالَ : حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ . قَالَ : فَقُلْتُ : سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ

    فهيأت: هيأت : أصلحت وأعدت وجهزت
    استعاروا: الاستعارة : استلاف الشيء لاستعماله والانتفاع به لمدة بلا مقابل
    عارية: العارية : كل شيء يعار ويستعار ويتبادله الناس بالسلف للمنفعة
    أنصفوا: أنصف : عدل
    فاسترجع: الاسترجاع : قول المرء إنا لله وإنا إليه راجعون
    غدا: الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار
    تحنكه: التحنيك : مضغ تمر أو نحوه ودلكه في فم المولود
    يحنكه: التحنيك : مضغ تمر أو نحوه ودلكه في فم المولود
    أباعر: الأباعر : جمع بعير وهو ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    يسمها: وَسَمَه : إذا أثَّر أو علَّم فيه بكَيٍّ، والوسم والسمة العلامة المميزة للشيء
    بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا ، فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات