• 1791
  • لَمْ يَزَلِ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ ، أَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَيُقَالُ : سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَازِنِيُّ ، فَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ خَالِدٌ ، وَهِشَامٌ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَتَمَنَّعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَتَّى افْتَكَّاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يُرِيدُ أَلَّا يَبْلُغَ ذَلِكَ ، فَقَالَ هِشَامٌ لِخَالِدٍ : إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ أُمِّكَ وَاللَّهِ لَوْ أَبَى فِيهِ إِلَّا كَذَا وَكَذَا لَفَعَلْتُ وَيُقَالُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَى أَنْ يَفْدِيَهُ إِلَّا بِشِكَّةِ أَبِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَأَبَى ذَلِكَ خَالِدٌ وَطَاعَ بِهِ هِشَامَ بْنَ الْوَلِيدِ ، لِأَنَّهُ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، وَكَانَتِ الشِّكَّةُ دِرْعًا فَضَفَاضَةً وَسَيْفًا وَبَيْضَةً ، فَأُقِيمَ ذَلِكَ مِائَةَ دِينَارٍ وَطَاعَا بِهِ وَسَلَّمَاهُ ، فَلَمَّا قُبِضَ ذَلِكَ خَرَجَا بِالْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ : هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ وَتُخْرِجَ مَأْثُرَةَ أَبِينَا مِنْ أَيْدِينَا ، فَاتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا إِذْ كَانَ هَذَا رَأْيَكَ ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأُسْلِمَ حَتَّى أَفْتَدِيَ بِمِثْلِ مَا افْتَدَى بِهِ قَوْمِي ، وَلَا تَقُولُ قُرَيْشٌ : إِنَّمَا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا فِرَارًا مِنَ الْفِدَى ، ثُمَّ خَرَجَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ ، وَهُوَ آمِنٌ لَهُمَا ، فَحَبَسَاهُ بِمَكَّةَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ ، كَانُوا أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْهُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ بَدْرٍ ، وَدَعَا بَعْدَ بَدْرٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ مَعَهُمَا ، فَدَعَا ثَلَاثَ سِنِينَ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعًا ، قَالَ : ثُمَّ أَفْلَتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْوَثَاقِ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ ، فَقَالَ : تَرَكْتُهُمَا فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ وَهُمَا فِي وَثَاقِ رَجُلٍ أَحَدُهُمَا مَعَ رِجْلِ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْطَلِقْ حَتَّى تَنْزِلَ بِمَكَّةَ عَلَى الْقَيْنِ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ ، فَتَغَيَّبْ عِنْدَهُ ، وَاطْلُبِ الْوُصُولَ إِلَى عَيَّاشٍ ، وَسَلَمَةَ ، فَأَخْبِرْهُمَا أَنَّكَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ بِأَنْ تَأْمُرَهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا حَتَّى يَخْرُجَا " . قَالَ الْوَلِيدُ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَخَرَجَا وَخَرَجْتُ مَعَهُمَا ، فَكُنْتُ أَسُوقُ بِهِمَا مَخَافَةً مِنَ الطَّلَبِ وَالْفِتْنَةِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ

    قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمْ يَزَلِ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ ، أَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَيُقَالُ : سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَازِنِيُّ ، فَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ خَالِدٌ ، وَهِشَامٌ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَتَمَنَّعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَتَّى افْتَكَّاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يُرِيدُ أَلَّا يَبْلُغَ ذَلِكَ ، فَقَالَ هِشَامٌ لِخَالِدٍ : إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ أُمِّكَ وَاللَّهِ لَوْ أَبَى فِيهِ إِلَّا كَذَا وَكَذَا لَفَعَلْتُ وَيُقَالُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَى أَنْ يَفْدِيَهُ إِلَّا بِشِكَّةِ أَبِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَأَبَى ذَلِكَ خَالِدٌ وَطَاعَ بِهِ هِشَامَ بْنَ الْوَلِيدِ ، لِأَنَّهُ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، وَكَانَتِ الشِّكَّةُ دِرْعًا فَضَفَاضَةً وَسَيْفًا وَبَيْضَةً ، فَأُقِيمَ ذَلِكَ مِائَةَ دِينَارٍ وَطَاعَا بِهِ وَسَلَّمَاهُ ، فَلَمَّا قُبِضَ ذَلِكَ خَرَجَا بِالْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ : هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ وَتُخْرِجَ مَأْثُرَةَ أَبِينَا مِنْ أَيْدِينَا ، فَاتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا إِذْ كَانَ هَذَا رَأْيَكَ ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأُسْلِمَ حَتَّى أَفْتَدِيَ بِمِثْلِ مَا افْتَدَى بِهِ قَوْمِي ، وَلَا تَقُولُ قُرَيْشٌ : إِنَّمَا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا فِرَارًا مِنَ الْفِدَى ، ثُمَّ خَرَجَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ ، وَهُوَ آمِنٌ لَهُمَا ، فَحَبَسَاهُ بِمَكَّةَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ ، كَانُوا أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْهُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ بَدْرٍ ، وَدَعَا بَعْدَ بَدْرٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ مَعَهُمَا ، فَدَعَا ثَلَاثَ سِنِينَ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعًا ، قَالَ : ثُمَّ أَفْلَتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْوَثَاقِ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ ، فَقَالَ : تَرَكْتُهُمَا فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ وَهُمَا فِي وَثَاقِ رَجُلٍ أَحَدُهُمَا مَعَ رِجْلِ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقْ حَتَّى تَنْزِلَ بِمَكَّةَ عَلَى الْقَيْنِ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ ، فَتَغَيَّبْ عِنْدَهُ ، وَاطْلُبِ الْوُصُولَ إِلَى عَيَّاشٍ ، وَسَلَمَةَ ، فَأَخْبِرْهُمَا أَنَّكَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ بِأَنْ تَأْمُرَهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا حَتَّى يَخْرُجَا . قَالَ الْوَلِيدُ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَخَرَجَا وَخَرَجْتُ مَعَهُمَا ، فَكُنْتُ أَسُوقُ بِهِمَا مَخَافَةً مِنَ الطَّلَبِ وَالْفِتْنَةِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ

    فأبى: أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات