أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ الْقَاضِي , قَالَ : " كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ وُزَرَاءِ الْمُلُوكِ يَسْأَلُنِي إِجَازَةَ كِتَابٍ أَلَّفْتُهُ , فَكَتَبْتُ الْكِتَابَ لَهُ وَوَقَّعْتُ عَلَيْهِ : {
} يَا أَبَا الْقَاسِمِ الْكَرِيمُ الْمُحَيَّا {
}زَانَكَ اللَّهُ بِالتُّقَى وَالرَّشَادِ {
}{
} وَتَوَلَّاكَ بِالْكِفَايَةِ وَالْعِزِّ {
}وَطُولِ الْبَقَاءِ وَالْإِسْعَادِ {
}{
} ارْوِ عَنِّي هَذَا الْكِتَابَ فَقَدْ {
}هَذَّبْتُ مَا قَدْ حَوَاهُ مِنْ مُسْتَفَادِ {
}{
} وَشَكَلْتُ الْحُرُوفَ مِنْهُ فَقَامَتْ {
}لَكَ بِالشَّكْلِ فِي نِظَامِ السِّدَادِ {
}{
} جَاءَ مُسْتَخْلَصًا لِسَبْكِ الْمَعَانِي {
}كَالدَّنَانِيرِ مِنْ يَدِ النَّقَّادِ {
}{
} نَظْمُ شِعْرٍ وَنَثْرُ قَوْلٍ يَرُوقَا {
}نِ كَنَوْرِ الرِّيَاضِ غِبِّ الْعِهَادِ {
}{
} لَا يُعَنِّيكَ بِالْهِجَاءِ وَلَا يُشْـ {
}ـكِلُ فِي الْخَطِّ بَيْنَ صَادٍ وَضَادِ {
}{
} وَكَأَنَّ السُّطُورَ مِنْهُ سُمُوطٌ {
}بَلْ عُقُودٌ يَلُحْنَ فِي أَجْيَادِ {
}{
} فَتَحَفَّظْ مَا فِيهِ مِنْ مُلَحِ الْآ {
}دَابِ وَاضْبِطْ طَرَائِقَ الْإِسْنَادِ {
}{
} وَاحْذَرِ اللَّحْنَ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّحْـ {
}ـرِيفَ فِيهَا وَالْكَسْرَ فِي الْإِنْشَادِ {
}{
} وَالْقِيَاسُ الْجَلِيُّ يُوجِدُكَ الْإِخْـ {
}ـبَارَ فِي نَشْرِهِ عَلَى الْإِفْرَادِ {
}"
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ الْقَاضِي , قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ وُزَرَاءِ الْمُلُوكِ يَسْأَلُنِي إِجَازَةَ كِتَابٍ أَلَّفْتُهُ , فَكَتَبْتُ الْكِتَابَ لَهُ وَوَقَّعْتُ عَلَيْهِ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ الْكَرِيمُ الْمُحَيَّا زَانَكَ اللَّهُ بِالتُّقَى وَالرَّشَادِ وَتَوَلَّاكَ بِالْكِفَايَةِ وَالْعِزِّ وَطُولِ الْبَقَاءِ وَالْإِسْعَادِ ارْوِ عَنِّي هَذَا الْكِتَابَ فَقَدْ هَذَّبْتُ مَا قَدْ حَوَاهُ مِنْ مُسْتَفَادِ وَشَكَلْتُ الْحُرُوفَ مِنْهُ فَقَامَتْ لَكَ بِالشَّكْلِ فِي نِظَامِ السِّدَادِ جَاءَ مُسْتَخْلَصًا لِسَبْكِ الْمَعَانِي كَالدَّنَانِيرِ مِنْ يَدِ النَّقَّادِ نَظْمُ شِعْرٍ وَنَثْرُ قَوْلٍ يَرُوقَا نِ كَنَوْرِ الرِّيَاضِ غِبِّ الْعِهَادِ لَا يُعَنِّيكَ بِالْهِجَاءِ وَلَا يُشْـ ـكِلُ فِي الْخَطِّ بَيْنَ صَادٍ وَضَادِ وَكَأَنَّ السُّطُورَ مِنْهُ سُمُوطٌ بَلْ عُقُودٌ يَلُحْنَ فِي أَجْيَادِ فَتَحَفَّظْ مَا فِيهِ مِنْ مُلَحِ الْآ دَابِ وَاضْبِطْ طَرَائِقَ الْإِسْنَادِ وَاحْذَرِ اللَّحْنَ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّحْـ ـرِيفَ فِيهَا وَالْكَسْرَ فِي الْإِنْشَادِ وَالْقِيَاسُ الْجَلِيُّ يُوجِدُكَ الْإِخْـ ـبَارَ فِي نَشْرِهِ عَلَى الْإِفْرَادِ