سَمِعْتُ مَالِكًا , يَأْبَى أَشَدَّ الْإِبَاءِ عَلَى مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُ لَا يَجْزِيهِ الْعَرْضُ , وَلَا يَجْزِيهِ إِلَّا السَّمَاعُ , وَيَقُولُ مَالِكٌ : " إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْقَارِئِ فَسُئِلْتَ : مَنْ أَقْرَأَكَ ؟ أَلَيْسَ تَقُولُ : فُلَانٌ , وَهُوَ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْكَ , إِنَّمَا قَرَأْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ , فَلَا تَرَى ذَلِكَ يَجْزِيكَ فِي الْحَدِيثِ وَتَرَى أَنَّهُ يَجْزِيكَ فِي الْقُرْآنِ , وَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ , فَكَيْفَ لَا تَأْخُذُ الْحَدِيثَ عَرْضًا وَتُرِيدُ أَلَّا تَأْخُذَ إِلَّا سَمَاعًا , وَذَلِكَ الْمُحَدِّثُ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَرْضًا , فَكَيْفَ جَوَّزْتَ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يُحَدِّثَكَ مَا أَخَذَهُ عَرْضًا وَلَمْ تُجَوِّزْ لِنَفْسِكَ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيْهِ كَمَا عَرَضَ هُوَ "
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ , قَالَ : هَذَا كِتَابُ أَبِي وَدَفَعَهُ إِلَيَّ فَقَرَأْتُ فِيهِ : أنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادِرَائِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَكِّيُّ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا , يَأْبَى أَشَدَّ الْإِبَاءِ عَلَى مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُ لَا يَجْزِيهِ الْعَرْضُ , وَلَا يَجْزِيهِ إِلَّا السَّمَاعُ , وَيَقُولُ مَالِكٌ : إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْقَارِئِ فَسُئِلْتَ : مَنْ أَقْرَأَكَ ؟ أَلَيْسَ تَقُولُ : فُلَانٌ , وَهُوَ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْكَ , إِنَّمَا قَرَأْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ , فَلَا تَرَى ذَلِكَ يَجْزِيكَ فِي الْحَدِيثِ وَتَرَى أَنَّهُ يَجْزِيكَ فِي الْقُرْآنِ , وَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ , فَكَيْفَ لَا تَأْخُذُ الْحَدِيثَ عَرْضًا وَتُرِيدُ أَلَّا تَأْخُذَ إِلَّا سَمَاعًا , وَذَلِكَ الْمُحَدِّثُ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَرْضًا , فَكَيْفَ جَوَّزْتَ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يُحَدِّثَكَ مَا أَخَذَهُ عَرْضًا وَلَمْ تُجَوِّزْ لِنَفْسِكَ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيْهِ كَمَا عَرَضَ هُوَ