سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : " وَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ ، حَدِيثٍ فِي صَدْرِي ، وَكُلَّ حَدِيثٍ حَفِظَهُ الرِّجَالُ عَنِّي ، نُسِخَ مِنْ صَدْرِي وَصُدُورِهِمْ . فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَا الْعِلْمُ الصَّحِيحُ ، وَذَا السُّنَّةُ الْوَاضِحَةُ الَّتِي قَدْ بَيَّنْتَهَا ، تَمَنَّى أَنْ تُنْسَخَ مِنْ صَدْرِكَ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ؟ قَالَ : اسْكُتْ ، وَمَا يُدْرِيكَ أَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُسْأَلَ عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُهُ ، أَيْشِ أَرَدْتُ بِهِ "
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالِ بْنِ الْفُرَاتِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمَوْصِلِيُّ ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ ، حَدِيثٍ فِي صَدْرِي ، وَكُلَّ حَدِيثٍ حَفِظَهُ الرِّجَالُ عَنِّي ، نُسِخَ مِنْ صَدْرِي وَصُدُورِهِمْ . فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَا الْعِلْمُ الصَّحِيحُ ، وَذَا السُّنَّةُ الْوَاضِحَةُ الَّتِي قَدْ بَيَّنْتَهَا ، تَمَنَّى أَنْ تُنْسَخَ مِنْ صَدْرِكَ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ؟ قَالَ : اسْكُتْ ، وَمَا يُدْرِيكَ أَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُسْأَلَ عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُهُ ، أَيْشِ أَرَدْتُ بِهِ فَقَدْ بَيَّنَ سُفْيَانُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَعْنَى الَّذِي لِأَجْلِهِ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّمَا خَافَ سُفْيَانُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْحَدِيثِ ، وَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ دَخَلَ فِيهِ ، لِأَنَّ حُبَّ الْإِسْنَادِ وَشَهْوَةَ الرِّوَايَةِ غَلَبَا عَلَى قَلْبِهِ ، حَتَّى كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، وَمَنْ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ . فَمَنِ اشْتُهِرَ مِنْهُمْ بِاسْمِهِ ذَكَرَ كُنْيَتَهُ تَدْلِيسًا لِلرِّوَايَةِ عَنْهُ ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ . وَقَدْ كَرِهَ التَّدْلِيسَ وَالرِّوَايَةَ عَنِ الضُّعَفَاءِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْعُلَمَاءِ