وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، " لَيْسَ مِنْ حُبِّكَ الدُّنْيَا التَّمَاسُكَ مَا يُصْلِحُكَ مِنْهَا " وَكَانَ يَقُولُ : " مِنْ فِقْهِكَ عُوَيْمِرُ إِصْلَاحُكَ مَعِيشَتَكَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، نا ضَمْرَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جُمْلَةَ قَالَ : لَمَّا قَفَلَ النَّاسُ مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ رَاشِدٍ أَبَا هَاشِمٍ الطَّوِيلَ قَالَ : فَقَالَ لِي : وَجَدْتُ الدِّينَ الْخُبْزَ . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي جُمْلَةَ : وَرَأَيْتُ بِلَالَ بْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَمِيرًا عَلَى دِمَشْقَ وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، لَيْسَ مِنْ حُبِّكَ الدُّنْيَا التَّمَاسُكَ مَا يُصْلِحُكَ مِنْهَا وَكَانَ يَقُولُ : مِنْ فِقْهِكَ عُوَيْمِرُ إِصْلَاحُكَ مَعِيشَتَكَ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، اسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَلَا تَكُونُوا عِيَالًا عَلَى النَّاسِ وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ فِي قَوْلِهِ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى غَيْرِهِ : أَفْضَلُ مِنْ رَكْعَتَيْ قُنُوتٍ وَنَيْلٍ حَظٍّ مِنَ السُّكُوتِ وَمِنْ رِجَالٍ بَنَوْا حُصُونًا تَصُونُهُمْ دَاخِلَ الْبُيُوتِ غُدُوُّ عَبْدٍ إِلَى مَعَاشٍ يَرْجِعُ مِنْهُ بِفَضْلِ قُوتِ ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ الزُّهْدَ فِي الْحَلَالِ وَتَرْكِ الدُّنْيَا مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا أَفْضَلُ مِنَ الرَّغْبَةِ فِي حَلَالِهَا وَهَذَا مَا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي حُدُودِ الزُّهْدِ وَالْعِبَارَةِ عَنْهُ بِمَا يَطُولُ ذِكْرُهُ وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِيهِ قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ : الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا يَغْلِبَ الْحَرَامُ صَبْرَكَ وَلَا الْحَلَالُ شُكْرَكَ وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولَانِ : الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ