قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ : " وَيْلُ عَالِمٍ أَمَرُّ مَنْ جَاهِلٍ ، مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ ، وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا اسْتَعْبَدَهُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ : قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ : وَيْلُ عَالِمٍ أَمَرُّ مَنْ جَاهِلٍ ، مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ ، وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا اسْتَعْبَدَهُ وَقَالَ غَيْرُهُ : عِلْمٌ لَا يَعْبُرُ مَعَكَ الْوَادِيَ لَا تُعَمِّرُ مَعَهُ النَّادِيَ ، إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَّابُ خَفِيَ الصَّوَابُ ، اللَّغَطُ يَكُونُ مَعَهُ الْغَلَطُ ، لَوْ سَكَتَ مَنْ لَا يَعْلَمُ سَقَطَ الِاخْتِلَافُ وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ : مَا سَمِعْتُ شَيْئًا إِلَّا كَتَبْتُهُ ، وَمَا كَتَبْتُهُ إِلَّا حَفِظْتُهُ ، وَمَا حَفِظْتُهُ إِلَّا نَفَعَنِي أَوْصَى يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ ابْنَهُ جَعْفَرًا قَالَ : لَا تُرَدَّ عَلَى أَحَدٍ جَوَابًا حَتَّى تَفْهَمَ كَلَامَهُ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصْرِفُكَ عَنْ جَوَابِ كَلَامِهِ إِلَى غَيْرِهِ وَيُؤَكِّدُ الْجَهْلَ عَلَيْكَ وَلَكِنِ افْهَمْ عَنْهُ ، فَإِذَا فَهِمْتَهُ فَأَجِبْهُ , وَلَا تَتَعْجَلْ بِالْجَوَابِ قَبْلَ الِاسْتِفْهَامِ ، وَلَا تَسْتَحِ أَنْ تَسْتَفْهِمَ إِذَا لَمْ تَفْهَمْ فَإِنَّ الْجَوَّابَ قَبْلَ الْفَهْمِ حُمْقٌ ، وَإِذَا جَهِلْتَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَ فَاسْأَلْ ، فَيَبْدُو لَكَ وَاسْتِفْهَامُكَ أَحْمَدُ بِكَ ، وَخَيْرٌ لَكَ مِنَ السُّكُوتِ عَلَى الْعِيِّ