" حَفِظْتَ وَنَسِيَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : دَرَسْتُ وَتَرَكُوا "
وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ : ، سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ ، وَقَدْ قِيلَ لَهُ : حَفِظْتَ وَنَسِيَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : دَرَسْتُ وَتَرَكُوا وَقَالَ الْفَرَّاءُ : لَا أَرْحَمُ أَحَدًا كَرَحْمَتِي لِرَجُلَيْنِ رَجُلٍ يَطْلُبُ الْعِلْمَ وَلَا فَهْمَ لَهُ وَرَجُلٍ يَفْهَمُ وَلَا يَطْلُبُهُ ، وَإِنِّي لَأَعْجَبُ مِمَّنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ وَلَا يَتَعَلَّمُ وَرَأَيْتُ فِيَ بَعْضِ كُتُبِ الْعَجَمِ سُئِلَ جَالِينُوسُ بِمَ كُنْتَ أَعْلَمَ قُرَنَائِكَ بِالطِّبِّ ؟ قَالَ : لِأَنِّي أَنْفَقْتُ فِي زَيْتِ الْمَصَابِيحِ لِدَرْسِ الْكُتُبِ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَرُوِيَ مِثْلُ هَذَا عَنْ أَفْلَاطُونَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقِيلَ لبزرجمهر : بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : بِبُكُورٍ كَبُكُورِ الْغُرَابِ وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الْحِمَارِ وَحِرْصٍ كَحِرْصِ الْخِنْزِيرِ وَسُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَدَّادُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ جِيرَانِهِ مَنْسُوبٍ إِلَى الْعِلْمِ قِيلَ لَهُ : كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ مِنَ الْعِلْمِ ؟ فَقَالَ : مَا أَدْرِي هُوَ بِاللَّيْلِ يَشْرَبُ وَبِالنَّهَارِ يَرْكَبُ فَأَنَّى لَهُ بِالْعِلْمِ