" قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ فَاسْتَحْيَا أَنْ يَسْأَلَ ، وَجَعَلَ أَهْلُ الْحَدِيثِ يَسْأَلُونَهُ قَالَ : فَنَظَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، إِلَيْهِ فَكَتَبَ بِطَاقَةً وَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ فَإِذَا فِيهَا : {
} إِنْ تَلَبَّسْتَ عَنْ سُؤَالِكَ عَبْدَ اللَّهِ {
}تَرْجِعْ غَدًا بِخُفَّيْ حُنَيْنِ {
}{
} فَأَعْنِتِ الشَّيْخَ بِالسُّؤَالِ تَجِدُهُ {
}سَلِسًا يَلْقَاكَ بِالرَّاحَتَيْنِ {
}{
} وَإِذَا لَمْ تَصِحْ صِيَاحَ الثَّكَالَى {
}قُمْتَ عَنْهُ وَأَنْتَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ {
}
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا دَاوُدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي حُجْرٍ قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ فَاسْتَحْيَا أَنْ يَسْأَلَ ، وَجَعَلَ أَهْلُ الْحَدِيثِ يَسْأَلُونَهُ قَالَ : فَنَظَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، إِلَيْهِ فَكَتَبَ بِطَاقَةً وَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ فَإِذَا فِيهَا : إِنْ تَلَبَّسْتَ عَنْ سُؤَالِكَ عَبْدَ اللَّهِ تَرْجِعْ غَدًا بِخُفَّيْ حُنَيْنِ فَأَعْنِتِ الشَّيْخَ بِالسُّؤَالِ تَجِدُهُ سَلِسًا يَلْقَاكَ بِالرَّاحَتَيْنِ وَإِذَا لَمْ تَصِحْ صِيَاحَ الثَّكَالَى قُمْتَ عَنْهُ وَأَنْتَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ . وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : وَسَلِ الْفَقِيهَ تَكُنْ فَقِيهًا مِثْلَهُ مَنْ يَتَتَبَّعْ فِي عِلْمٍ بِفِقْهٍ يَمْهَرُ وَتَدَبَّرِ الَّذِي تَعْنِي بِهِ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِغَيْرِ تَدَبُّرِ . وَرُوِّينَا عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا قَالَا : حُسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ ، وَالرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ وَسُئِلَ الْأَصْمَعِيُّ بِمَ نِلْتَ مَا نِلْتَ ؟ قَالَ : بِكَثْرَةِ سُؤَالِي وَتَلَقُّفِي الْحِكْمَةَ الشَّرُودَ