" أَصَبْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ ، صَحِيفَةً فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِهَا وَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ تَزُولُ ، فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ : انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ ، فَقَالَتْ : عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ ، فَقَالَ : ائْذَنِي لَهُمَا ، فَدَخَلْنَا فَقَالَ : كَأَنَّكُمَا قَدْ أَطَلْتُمَا الْجُلُوسَ ؟ قُلْنَا : أَجَلْ ، قَالَ : فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ تَسْتَأْذِنَا ؟ قَالَا : خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ تَظُنُّوا بِي هَذَا إِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ كُنَّا نَقِيسُهَا بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، فَقُلْنَا : هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ فَقَالَ : يَا جَارِيَةُ هَاتِي الطَّسْتَ وَاسْكُبِي فِيهِ مَاءً قَالَ : فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ : {{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }} ، فَقُلْنَا : انْظُرْ فِيهَا فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا عَجَبًا ، فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَيَقُولُ : " إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغِلُوهَا بِالْقُرْآنِ وَلَا تَشْغَلُوهَا بِغَيْرِهِ "
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، نا عُمَرُ ، نا عَلِيٌّ ، نا أَبُو عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَصَبْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ ، صَحِيفَةً فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِهَا وَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ تَزُولُ ، فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ : انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ ، فَقَالَتْ : عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ ، فَقَالَ : ائْذَنِي لَهُمَا ، فَدَخَلْنَا فَقَالَ : كَأَنَّكُمَا قَدْ أَطَلْتُمَا الْجُلُوسَ ؟ قُلْنَا : أَجَلْ ، قَالَ : فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ تَسْتَأْذِنَا ؟ قَالَا : خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ تَظُنُّوا بِي هَذَا إِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ كُنَّا نَقِيسُهَا بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ، فَقُلْنَا : هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ فَقَالَ : يَا جَارِيَةُ هَاتِي الطَّسْتَ وَاسْكُبِي فِيهِ مَاءً قَالَ : فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ : {{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }} ، فَقُلْنَا : انْظُرْ فِيهَا فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا عَجَبًا ، فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَيَقُولُ : إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغِلُوهَا بِالْقُرْآنِ وَلَا تَشْغَلُوهَا بِغَيْرِهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : نَرَى أَنَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ أُخِذَتْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ؛ فَلِهَذَا كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ النَّظَرَ فِيهَا