عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَرَضَ لَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ ، فَقَالَ : يَا هَذَانِ ادْعُوَا لِي اللَّهَ وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ فَدَعَوَا اللَّهَ فَعَادَ ، فَسَاخَتْ ، فَقَالَ : ادْعُوَا لِي اللَّهَ ، وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ ، قَالَ : وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الزَّادَ وَالْحِمْلَانِ ، فَقَالَا : أَكْفِنَا نَفْسَكَ ، فَقَالَ : قَدْ كَفَيْتُكُمَاهَا
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَرَضَ لَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ ، فَقَالَ : يَا هَذَانِ ادْعُوَا لِي اللَّهَ وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ فَدَعَوَا اللَّهَ فَعَادَ ، فَسَاخَتْ ، فَقَالَ : ادْعُوَا لِي اللَّهَ ، وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ ، قَالَ : وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الزَّادَ وَالْحِمْلَانِ ، فَقَالَا : أَكْفِنَا نَفْسَكَ ، فَقَالَ : قَدْ كَفَيْتُكُمَاهَا ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ ، قَالَ : وَسَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْخَرَّارِ ثُمَّ جَازَ ثَنِيَّةَ الْمَرَةِ ، ثُمَّ سَلَكَ لَقْفًا ثُمَّ أَجَازَ مَدْلَجَةَ لَقْفٍ ، ثُمَّ اسْتَبْطَنَ مَدْلَجَةَ مِجَاجٍ ، ثُمَّ سَلَكَ مِرْجَحَ مِجَاجٍ ، ثُمَّ بَطْنَ مِرْجَحٍ ، ثُمَّ بَطْنَ ذَاتِ كَشْدٍ ، ثُمَّ عَلَا الْحَدَائِدَ ، ثُمَّ عَلَا الْأَذَاخِرَ ، ثُمَّ بَطْنَ رِيغٍ ، فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ ذَا سَلَمٍ ، ثُمَّ عَدَا مَدْلَجَةَ ، ثُمَّ الْعُثَانيَّةَ ، ثُمَّ جَازَ بَطْنَ الْقَاحَةِ ، ثُمَّ هَبَطَ الْعَرْجَ ، ثُمَّ سَلَكَ فِي الْجَدَوَاتِ ، ثُمَّ فِي الْغَابِرِ عَنْ يَمِينِ رَكُوبَةَ ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ الْعَقِيقِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجِثْجَاثَةِ ، فَقَالَ : مَنْ يَدُلُّنَا عَلَى الطَّرِيقِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَلَا يَقْرَبِ الْمَدِينَةَ ؟ فَسَلَكَ عَلَى طَرِيقِ الظَّبْيِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى الْعُصْبَةِ ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ قَدِ اسْتَبْطَئُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِمْ ، فَكَانُوا يَغْدُونَ مَعَ الْأَنْصَارِ إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْعُصْبَةِ فَيَتَحَيَّنُونَ قُدُومَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، فَإِذَا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَيُقَالُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، جَلَسُوا كَمَا كَانُوا يَجْلِسُونَ ، فَلَمَّا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يَصِيحُ عَلَى أُطُمٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا بَنِي قَيْلَةَ : هَذَا صَاحِبَكُمْ قَدْ جَاءَ فَخَرَجُوا ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ الثَّلَاثَةُ ، فَسُمِعَتِ الرَّجَّةُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَالتَّكْبِيرُ وَتَلَبَّسَ الْمُسْلِمُونَ السِّلَاحَ ، فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى قُبَاءَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ ، وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ يُسَلِّمُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ ، وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلَ الْعُزَّابِ ؛ فَلِذَلِكَ قِيلَ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ