عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ , فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ لَا أَعْرِفُهُمْ , فَأَقْبَلَ رَجُلٌ فَأَوْسَعُوا لَهُ , قَالَ : كَيْفَ تَرَوْنَ فِي شَيْءٍ ذَكَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ آنِفًا , أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَيُرَّقَّقْنَ أَوْ يُعْتَقْنَ ؟ قُلْتُ : إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يُعْجِبُهُ عَقْلُهُ وَلِسَانُهُ , ثُمَّ مَاتَ أَبُوهُ , وَتَرَكَ مَالًا , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَأَقَامُوا أُمَّهُ , فَزَايَدُوهُ فِي أُمِّهِ حَتَّى أَخْرَجُوهُ مِنْ مِيرَاثِهِ , فَمَرَّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَعَاهُ , فَسَأَلَهُ : مَا صَارَ لَهُ مِنْ مِيرَاثِ أَبِيهِ , قَالَ : خَرَجْتُ بِأُمِّي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي , فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَأَقُولَنَّ فِي ذَلِكَ مَقَالًا أَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ " , فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَيُّمَا رَجُلٍ حُرٍّ تَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ وَلَدَتْ مِنْهُ فَهِيَ حُرَّةٌ " , قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي , فَإِذَا هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ حَتَّى أَدْخَلَنِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَإِذَا عَبْدُ الْمَلِكِ ذَكَرَ لِقَبِيصَةَ أَنَّهُ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَلَمْ يُثْبِتْهُ , فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي أَخْبَرْتُهُ , فَبَدَأَ فَسَأَلَنِي : مَا نَسَبِي ؟ فَلَمَّا بَلَغْتُ أَبِي , قَالَ : إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتْنَةِ , مَا حَدِيثُ سَعِيدٍ الَّذِي أَخْبَرَنِي عَنْكَ قَبِيصَةُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرْتُ قَبِيصَةَ , فَأَمَرَ بِذَلِكَ فَأُمْضِيَ , فَقَالَ : مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ , ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْمَالِكِيُّ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ , ثنا عَنْبَسَةُ , حَدَّثَنِي يُونُسُ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ , فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ لَا أَعْرِفُهُمْ , فَأَقْبَلَ رَجُلٌ فَأَوْسَعُوا لَهُ , قَالَ : كَيْفَ تَرَوْنَ فِي شَيْءٍ ذَكَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ آنِفًا , أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَيُرَّقَّقْنَ أَوْ يُعْتَقْنَ ؟ قُلْتُ : إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يُعْجِبُهُ عَقْلُهُ وَلِسَانُهُ , ثُمَّ مَاتَ أَبُوهُ , وَتَرَكَ مَالًا , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَأَقَامُوا أُمَّهُ , فَزَايَدُوهُ فِي أُمِّهِ حَتَّى أَخْرَجُوهُ مِنْ مِيرَاثِهِ , فَمَرَّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَعَاهُ , فَسَأَلَهُ : مَا صَارَ لَهُ مِنْ مِيرَاثِ أَبِيهِ , قَالَ : خَرَجْتُ بِأُمِّي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي , فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَقُولَنَّ فِي ذَلِكَ مَقَالًا أَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ , فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَيُّمَا رَجُلٍ حُرٍّ تَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ وَلَدَتْ مِنْهُ فَهِيَ حُرَّةٌ , قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي , فَإِذَا هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ حَتَّى أَدْخَلَنِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَإِذَا عَبْدُ الْمَلِكِ ذَكَرَ لِقَبِيصَةَ أَنَّهُ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَلَمْ يُثْبِتْهُ , فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي أَخْبَرْتُهُ , فَبَدَأَ فَسَأَلَنِي : مَا نَسَبِي ؟ فَلَمَّا بَلَغْتُ أَبِي , قَالَ : إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتْنَةِ , مَا حَدِيثُ سَعِيدٍ الَّذِي أَخْبَرَنِي عَنْكَ قَبِيصَةُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرْتُ قَبِيصَةَ , فَأَمَرَ بِذَلِكَ فَأُمْضِيَ , فَقَالَ : مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ .