عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا }} قَالَ : " كَانَ إِذَا تُوُفِّيَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَمَدَ حَمِيمُ الْمَيِّتِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبًا ، فَيَرِثُ نِكَاحَهَا ، فَيَكُونُ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ : {{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ }} مِنَ الْمَهْرِ ، فَهُوَ الرَّجُلُ يَعْضِلُ امْرَأَتَهُ ، فَيَحْبِسُهَا وَلَا حَاجَةَ لَهُ فِيهَا إِرَادَةَ أَنْ تَفْتَدِيَ مِنْهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ }} , يَقُولُ : وَلَا تَحْبِسُوهُنَّ {{ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ }} يَعْنِي : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ {{ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ }} ، يَعْنِي الْعِصْيَانَ الْبَيِّنَ وَهُوَ النُّشُوزُ ، فَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الضَّرْبَ وَالْهُجْرَانَ ، فَإِنْ أَبَتْ حَلَّتْ لَهُ الْفِدْيَةُ "
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ قَالَا : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا }} قَالَ : كَانَ إِذَا تُوُفِّيَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَمَدَ حَمِيمُ الْمَيِّتِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبًا ، فَيَرِثُ نِكَاحَهَا ، فَيَكُونُ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ : {{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ }} مِنَ الْمَهْرِ ، فَهُوَ الرَّجُلُ يَعْضِلُ امْرَأَتَهُ ، فَيَحْبِسُهَا وَلَا حَاجَةَ لَهُ فِيهَا إِرَادَةَ أَنْ تَفْتَدِيَ مِنْهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ }} , يَقُولُ : وَلَا تَحْبِسُوهُنَّ {{ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ }} يَعْنِي : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ {{ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ }} ، يَعْنِي الْعِصْيَانَ الْبَيِّنَ وَهُوَ النُّشُوزُ ، فَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الضَّرْبَ وَالْهُجْرَانَ ، فَإِنْ أَبَتْ حَلَّتْ لَهُ الْفِدْيَةُ ، وَتَمَامُ هَذَا الْبَابِ يَرِدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ الْقَسَمِ حَيْثُ نَقَلْنَا كَلَامَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ