عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ : هَذِهِ فُلَانَةُ ، تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا ، فَقَالَ : " مَهْ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَأَحَبُّ الدِّينِ مَا دُوِِمَ عَلَيْهِ "
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا هِشَامٌ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ : هَذِهِ فُلَانَةُ ، تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا ، فَقَالَ : مَهْ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَأَحَبُّ الدِّينِ مَا دُوِِمَ عَلَيْهِ . وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ : قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ : لَا يَمَلُّ مِنَ الثَّوَابِ حَتَّى تَمَلُّوا مِنَ الْعَمَلِ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُوصَفُ بِالْمَلَالِ ، وَلَكِنَّ الْكَلَامَ أُخْرِجَ مَخْرَجَ الْمُحَاذَاةِ لِلَّفْظِ بِاللَّفْظِ ، وَذَلِكَ شَائِعٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَعَلَى ذَلِكَ خَرَجَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }} قُوْبِلَتِ السَّيِّئَةُ الْأُولَى الَّتِي هِيَ ذَنْبٌ بِالْجَزَاءِ عَلَى لَفْظِ السَّيِّئَةِ ، وَالْقِصَاصُ عَدْلٌ لَيْسَ بِسَيِّئَةٍ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ }} وَاقْتِصَاصُهُ لَيْسَ بِظُلْمٍ وَلَا عُدْوَانٍ ، فَأُخْرِجَ فِي اللَّفْظِ لِلمُحَاذَاةِ عَلَى الِاعْتِدَاءِ وَالْمَعْنَى لَيْسَ بِاعْتِدَاءٍ ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا أُخْرِجَ مُحَاذِيًا لِلَّفْظِ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَالْمَعْنَى لَا يَقْطَعُ عَنْهُمْ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ مَا لَمْ يَمَلُّوا فَيَتْرُكُوهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ