عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِيهَا أَيْضًا قَالَ : " كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصِّيَامَ عَلَيْنَا ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ افْتَدَى مِمَّنْ يُطِيقُ الصِّيَامَ مِنْ صَحِيحٍ أَوْ مَرِيضٍ أَوْ مُسَافِرٍ ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَكَانَ قَوْلُهُ : {{ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ }} يُرِيدُ : مَنْ صَامَ مَعَ الْفِدْيَةِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ إِذَا صَلَّى كَانَتْ شَجَرَةٌ نَابِتَةٌ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ لَهَا : مَا اسْمُكِ ؟ فَتَقُولُ : كَذَا ، وَيَقُولُ لِأَيِّ شَيْءٍ أَنْتِ ؟ فَتَقُولُ : لِكَذَا ، فَإِنْ كَانَتْ لِفَرَسٍ غُرِسَتْ ، وَإِنْ كَانَتْ لِدَوَاءٍ كُتِبَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذَا شَجَرَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : مَا اسْمُكِ ؟ قَالَتْ : الْخَرْنُوبَةُ قَالَ : لِأَيِّ شَيْءٍ نَبَتِّ ؟ قَالَتْ : لِخَرَابِ هَذَا الْبَيْتِ . قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : اللَّهُمَّ ، عَمِّ عَلَى الْجِنِّ مَوْتِي حَتَّى يَعْلَمَ الْإِنْسُ أَنَّ الْجِنَّ لَا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ، قَالَ : فَنَحَتَهَا عَصًا فَتَوَكَّأَ عَلَيْهَا حَوْلًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْجِنُّ تَعْمَلُ فَقُبِضَ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَكَلَتْهَا الْأَرَضَةُ فَسَقَطَ ، فَعَلِمَتِ الْإِنْسُ أَنَّ الْجِنَّ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ، قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ فَشَكَرَتِ الْجِنُّ لِلْأَرَضَةِ فَكَانَتْ تَأْتِيهَا بِالْمَاءِ