عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }} قَالَ : الْمُحْكَمَاتُ نَاسِخُهُ ، وَحَلَالُهُ ، وَحَرَامُهُ ، وَفَرَائِضُهُ ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ ، وَالْمُتَشَابِهَاتُ : مَنْسُوخُهُ وَمُقَدَّمُهُ ، وَمُؤَخَّرُهُ ، وَأَمْثَالُهُ ، وَأَقْسَامُهُ ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ ولَا يُعْمَلُ بِهِ " قال : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ }} قَالَ : " مَا نُبَدِّلْ مِنْ آيَةَ {{ أَوْ نُنْسِهَا }} قَالَ : نَتْرُكُهَا لَا نُبَدِّلُهَا " قَالَ : وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ }} يَقُولُ : " يُبَدِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا يَشَاءُ فَيَنْسُخُهُ وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ فَلَا يُبَدِّلُهُ ، {{ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }} يَقُولُ : وَجُمْلَةُ ذَلِكَ : عِنْدَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ "
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا ، قُلْنَا : أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ قَالَ : فَجَلَسَ مُغْضَبًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ يُؤْخَذُ فَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ فِي غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ