• 103
  • سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ : قَالَ حَنِيفَةُ لِابْنِهِ حِذْيَمٍ : اجْمَعْ لِي بَنِيكَ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ قَالَ : فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ : قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ قَالَ : فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةٌ عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حِجْرَيْهِ قَالَ : وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطْعِيَّةَ قَالَ : وَقَالَ حِذْيَمٌ لِأَبِيهِ حَنِيفَةَ : إِنِّي أَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا نُقِرُّ بِهَا أَعْيُنَ أَبَيْنَا ، فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا وَقَسَمْنَا لَهُ مِثْلَ نَصِيبِ بَعْضِنَا قَالَ : أَسْمَعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَاكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَبَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ : " مَنْ هَؤُلَاءِ الْمُقْبِلُونَ ؟ " فَقَالُوا : هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ قَالَ : " فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ " ؟ قَالَ : أَمَا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الْأَكْبَرُ ، وَلَا نَعْرِفُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَلَّمَ حَنِيفَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ سَلَّمَ حِذْيَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ " مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا ؟ " قَالَ : هَذَا رَفَعَنِي وَضَرَبَ فَخِذَ حِذْيَمٍ ، ثُمَّ قَالَ " : أَوَ لَيْسَ هَذَا حِذْيَمٌ ؟ " قَالَ : بَلْى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَى أَلْفِ بَعِيرٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ خَشِيتُ أَنْ يَفْجَأَنِيَ الْمَوْتُ أَوْ أَمْرُ اللَّهِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْمُطَيَّبَةَ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَيْهِ قَالَ : فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا لَا " ، ثَلَاثَ مِرَارٍ ، " إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، وَإِلَّا فَعَشْرٌ ، وَإِلَّا فَخَمْسَ عَشْرَةَ ، وَإِلَّا فَعِشْرُونَ ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ ، وَإِلَّا فَثَلَاثُونَ ، فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ " قَالَ : فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ قَالَ : فَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : فَوَدَّعَهُ حَنِيفَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ " قَالَ : هُوَ ذَاكَ النَّائِمُ قَالَ : وَكَانَ شَبِيهَ الْمُحْتَلِمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ " ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ قَالَ : فَقَالَ حِذْيَمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً مِنْهُمْ ذُو اللِّحَى وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ ، وَهَذَا أَصْغَرُهُمْ وَهُوَ حَنْظَلَةُ فَسَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ادْنُ يَا غُلَامُ " قَالَ : فَدَنَا مِنْهُ ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ " ، ثُمَّ قَالَ الذَّيَّالُ : فَرَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ وَبِالشَّاةِ الْوَارِمِ ضِرْعُهَا فَيَتْفُلُ فِي كَفِّهِ ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى صَلْعَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَمْسَحُ الْوَرَمَ فَيَذْهَبُ "

    حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا هَانِئُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا الذَّيَّالُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمِ بْنِ حَنِيفَةَ قَالَ : قَالَ حَنِيفَةُ لِابْنِهِ حِذْيَمٍ : اجْمَعْ لِي بَنِيكَ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ قَالَ : فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ : قَدْ جَمَعْتُهُمْ يَا أَبَتَاهُ قَالَ : فَإِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي بِهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي الْمُطَيَّبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ صَدَقَةٌ عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حِجْرَيْهِ قَالَ : وَاسْمُ الْيَتِيمِ ضِرْسُ بْنُ قَطْعِيَّةَ قَالَ : وَقَالَ حِذْيَمٌ لِأَبِيهِ حَنِيفَةَ : إِنِّي أَسْمَعُ بَنِيكَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا نُقِرُّ بِهَا أَعْيُنَ أَبَيْنَا ، فَإِذَا مَاتَ اقْتَسَمْنَاهَا وَقَسَمْنَا لَهُ مِثْلَ نَصِيبِ بَعْضِنَا قَالَ : أَسْمَعْتَهُمْ يَقُولُونَ ذَاكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَبَيْنِي وَبَيْنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ الْمُقْبِلُونَ ؟ فَقَالُوا : هَذَا حَنِيفَةُ النَّعَمِ أَكْثَرُ النَّاسِ بَعِيرًا بِالْبَادِيَةِ قَالَ : فَمَنْ هَذَانِ حَوَالَيْهِ ؟ قَالَ : أَمَا الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ فَابْنُهُ حِذْيَمٌ الْأَكْبَرُ ، وَلَا نَعْرِفُ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، سَلَّمَ حَنِيفَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ سَلَّمَ حِذْيَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ مَا رَفَعَكَ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : هَذَا رَفَعَنِي وَضَرَبَ فَخِذَ حِذْيَمٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَوَ لَيْسَ هَذَا حِذْيَمٌ ؟ قَالَ : بَلْى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ عَلَى أَلْفِ بَعِيرٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ الْخَيْلِ سِوَى أَمْوَالِي فِي الْبُيُوتِ خَشِيتُ أَنْ يَفْجَأَنِيَ الْمَوْتُ أَوْ أَمْرُ اللَّهِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ فَأَوْصَيْتُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْمُطَيَّبَةَ صَدَقَةً عَلَى يَتِيمِي هَذَا فِي حُجْرَيْهِ قَالَ : فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى جَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا لَا ، ثَلَاثَ مِرَارٍ ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، وَإِلَّا فَعَشْرٌ ، وَإِلَّا فَخَمْسَ عَشْرَةَ ، وَإِلَّا فَعِشْرُونَ ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ ، وَإِلَّا فَثَلَاثُونَ ، فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ قَالَ : فَبَادَرَهُ حَنِيفَةُ قَالَ : فَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَرْبَعُونَ مِنَ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : فَوَدَّعَهُ حَنِيفَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَأَيْنَ يَتِيمُكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ ؟ قَالَ : هُوَ ذَاكَ النَّائِمُ قَالَ : وَكَانَ شَبِيهَ الْمُحْتَلِمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَعَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ ثُمَّ إِنَّ حَنِيفَةَ وَبَنِيهِ قَامُوا إِلَى أَبَاعِرِهِمْ قَالَ : فَقَالَ حِذْيَمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي بَنِينَ كَثِيرَةً مِنْهُمْ ذُو اللِّحَى وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ ، وَهَذَا أَصْغَرُهُمْ وَهُوَ حَنْظَلَةُ فَسَمِّتْ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْنُ يَا غُلَامُ قَالَ : فَدَنَا مِنْهُ ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ الذَّيَّالُ : فَرَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ وَبِالشَّاةِ الْوَارِمِ ضِرْعُهَا فَيَتْفُلُ فِي كَفِّهِ ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى صَلْعَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ يَمْسَحُ الْوَرَمَ فَيَذْهَبُ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ عَنِ الذَّيَّالِ ، نَحْوَهُ

    جثى: الجثو : الجلوس على الركبتين
    هراوة: الهراوة : العصا ، وقيل : العصا الضخمة
    أباعرهم: الأباعر : جمع بعير وهو ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    فسمت: التسميت : التشميت ، وهو أن يقال للعاطس يرحمك اللَّه إذا حمد اللَّه
    فدنا: الدنو : الاقتراب
    " إِنَّمَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ ، وَإِلَّا فَعَشْرٌ ، وَإِلَّا فَخَمْسَ عَشْرَةَ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات