• 1056
  • عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ . وَوَكَّلَ بِلَالًا أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلَاةِ . فَرَقَدَ بِلَالٌ وَرَقَدُوا . حَتَّى اسْتَيْقَظُوا وَقَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ ، فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ ، وَقَدْ فَزِعُوا . فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْكَبُوا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي ، وَقَالَ : " إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ " ، فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي . ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلُوا ، وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا . وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ ، أَوْ يُقِيمَ . فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ . ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ ، وَقَدْ رَأَى مِنْ فَزَعِهِمْ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا ، فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا ، ثُمَّ فَزِعَ إِلَيْهَا ، فَلْيُصَلِّهَا ، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا " ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَأَضْجَعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ ، كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ " ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا . فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ

    وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ . وَوَكَّلَ بِلَالًا أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلَاةِ . فَرَقَدَ بِلَالٌ وَرَقَدُوا . حَتَّى اسْتَيْقَظُوا وَقَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ ، فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ ، وَقَدْ فَزِعُوا . فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَرْكَبُوا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي ، وَقَالَ : إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ ، فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي . ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلُوا ، وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا . وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ ، أَوْ يُقِيمَ . فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالنَّاسِ . ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ ، وَقَدْ رَأَى مِنْ فَزَعِهِمْ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا ، فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا ، ثُمَّ فَزِعَ إِلَيْهَا ، فَلْيُصَلِّهَا ، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَأَضْجَعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ ، كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِلَالًا . فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ

    عرس: التعريس : نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة
    اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا ، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ
    لا توجد بيانات

    وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ. وَوَكَّلَ بِلَالًا أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلَاةِ. فَرَقَدَ بِلَالٌ وَرَقَدُوا. حَتَّى اسْتَيْقَظُوا وَقَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ، وَقَدْ فَزِعُوا. فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْكَبُوا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ، فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي. ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلُوا، وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا. وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ، أَوْ يُقِيمَ. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ رَأَى مِنْ فَزَعِهِمْ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا، وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا، فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا، ثُمَّ فَزِعَ إِلَيْهَا، فَلْيُصَلِّهَا، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَضْجَعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ، كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا. فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.

    (مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزهري (عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ) بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار التابعين وأبوه وجده صحابيان واتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. وقال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه مات سنة أربع، وقيل ثلاث وتسعين وقد ناهز الثمانين وهذا مرسل عند جميع رواة الموطأ. وقد تبين وصله فأخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه من طريق ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ورواية الإرسال لا تضر في رواية من وصله لأن يونس من الثقات الحفاظ احتج به الأئمة الستة وتابعه الأوزاعي وابن إسحاق في رواية ابن عبد البر، وتابع مالكًا على إرساله معمر في رواية عبد الرزاق عنه وسفيان بن عيينة، ووصله في رواية أبان العطار عن معمر، لكن عبد الرزاق أثبت في معمر من أبان ومحمد بن إسحاق في السيرة عن ابن شهاب عن سعيد مرسلاً فيحمل على أن الزهري حدث به على الوجهين مرسلاً وموصولاً. (حِينَ قَفَلَ) أي رجع والقفول الرجوع من السفر ولا يقال لمن سافر مبتدئًا قفل إلا القافلة تفاؤلاً (مِنْ) غزوة (خَيْبَرَ) بخاء معجمة وراء آخره كما رواه يحيى وابن القاسم وابن بكير والقعنبي وغيرهم. قال الباجي وابن عبد البر وغيرهما: وهو الصواب. وقال الأصيلي: إنما هو من حنين بمهملة ونون يعني حتى لا يخالف قوله في حديث زيد بن أسلم بطريق مكة لأن طريقها غير طريق خيبر ورده أبو عمر وغيره بأن طريقهما من المدينة واحد فلا خلف فلا يحتاج لدعوى التصحيف وقد قال النووي: ما قاله الأصيلي غريب ضعيف انتهى. والمراد من خيبر وما اتصل بها من فتح وادي القرى لأن النوم كان حين قرب من المدينة. وفي الصحيحين عن عمران وأبي قتادة كنا في سفر بالإبهام، وفي مسلم وأبي داود عن ابن مسعود أقبل صلى الله عليه وسلم من الحديبية ليلاً، ويأتي من مرسل زيد بن أسلم بطريق مكة، ولعبد الرزاق من مرسل عطاء بن يسار، والبيهقي عن عقبة بن عامر والطبراني عن ابن عمرو بطريق تبوك. قال الحافظ: فاختلاف المواطن يدل على تعدد القصة واختلف هل كان نومهم عن الصبح مرة أو أكثر؟ فجزم الأصيلي بأن القصة واحدة ورده عياض بمغايرة قصة أبي قتادة لقصة عمران وهو كما قال، وحاول ابن عبد البر الجمع بأن زمان رجوعهم من خيبر قريب من زمان رجوعهم من الحديبية وطريق مكة تصدق بها ولا يخفى تكلفه ورواية غزوة تبوك ترد عليه انتهى. لكن ابن عبد البر ذكرها وقال: إنها مرسلة من عطاء لا تصح لأن الآثار الصحاح المسندة على خلاف قوله انتهى ولعله لم يقف على حديثي عقبة وابن عمرو أو لم يصحا عنده، وقال النووي: اختلف هل كان النوم مرة أو مرتين؟ ورجحه القاضي عياض. (أَسْرَى) سار ليلاً يقال سرى وأسرى لغتان. وفي رواية أبي مصعب أسرع وفي مسلم سار ليلة، ولأحمد من حديث ذي مخبر وكان يفعل ذلك لقلة الزاد فقال له قائل: يا نبي الله انقطع الناس وراءك فحبس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه فقال: هل لكم أن نهجع هجعة فنزل ونزلوا (حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ) وفي مسلم حتى أدركه الكرى وهو بزنة عصا النعاس، وقيل أن يكون الإنسان بين النوم واليقظة، وللطبراني عن ابن عمرو حتى إذا كان مع السحر (عَرَّسَ) بتشديد الراء. قال الخليل والجمهور: التعريس نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة ولا يسمى نزول أول الليل تعريسًا ويقال لا يختص بزمن بل مطلق نزول المسافر للراحة ثم يرتحل ليلاً كان أو نهارًا. وفي حديث عمران حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها. وفي حديث أبي قتادة سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم: يا رسول الله لو عرست بنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أخاف أن تناموا عن الصلاة فقال بلال: أنا أوقظكم. (وَقَالَ) صلى الله عليه وسلم (لِبِلَالٍ) بن رباح المؤذن وهو ابن حمامة وهي أمه مولى أبي بكر من السابقين الأولين وشهد بدرًا والمشاهد مات بالشام سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة وقيل سنة عشرين وله بضع وستون سنة (اكْلَأْ) بالهمز قال تعالى: {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم }أي يحفظكم أي احفظ وارقب (لَنَا الصُّبْحَ) بحيث إذا طلع توقظنا. وفي مسلم الليل أي بحيث إذا تم بطلوع الفجر توقظنا. (وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَكَلَأَ بِلَالٌ) وفي مسلم فصلى بلال (مَا قُدِّرَ) بالبناء للمفعول أي ما يسره الله له. (ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُقَابِلُ الْفَجْرِ) أي مواجه الجهة التي يطلع منها (فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ) زاد في مسلم وهو مستند إلى راحلته (فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بِلَالٌ وَلَا أَحَدٌ مِنَ الرَّكْبِ) وفي مسلم ولا أحد من أصحابه (حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ) قال عياض أي أصابهم شعاعها وحرها. زاد في مسلم. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظًا (فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال النووي: أي انتبه وقام، وقال الأصيلي: فزع لأجل عدوهم خوف أن يكون اتبعهم فيجدهم بتلك الحال من النوم. وقال ابن عبد البر: يحتمل أن يكون تأسفًا على ما فاتهم من وقت الصلاة قال وفيه دلالة على أن ذلك لم يكن من عادته منذ بعث. قال: ولا معنى لقول الأصيلي لأنه صلى الله عليه وسلم لم يتبعه عدو في انصرافه من خيبر ولا من حنين ولا ذكر ذلك أحد من أهل المغازي بل انصرف من كلا الغزوتين ظافرًا غانمًا. وفي حديث أبي قتادة فقال صلى الله عليه وسلم: يا بلال أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط وإنما قال له ذلك تنبيهًا له على اجتناب الدعوى والثقة بالنفس وحسن الظن بها ولا سيما في مظان الغلبة وسلب الاختيار، وفي مسلم فقال صلى الله عليه وسلم: أي بلال وفي رواية ابن إسحاق: ماذا صنعت بنا يا بلال؟ (فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ) قال ابن رشيق: أي أن الله استولى بقدرته علي كما استولى عليك مع منزلتك قال ويحتمل أن المراد النوم غلبني كما غلبك. وقال ابن عبد البر: أي إذا كنت أنت في منزلتك من الله قد غلبتك عينك وقبضت نفسك فأنا أحرى بذلك ومعناه قبض نفسي الذي قبض نفسك فالباء زائدة قال وهذا قول من جعل النفس والروح شيئًا واحدًا لأنه قال في الحديث الآخر: أن الله قبض أرواحنا فنص على أن المقبوض هو الروح وفي القرآن {اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا }الآية. ومن قال النفس غير الروح تأول أخذ بنفسي من النوم الذي أخذ بنفسك منه. زاد في رواية ابن إسحاق قال صلى الله عليه وسلم: صدقت. ففي هذا الحديث أن أول من استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وأن الذي كلأ الفجر بلال. ومثله في حديث أبي قتادة في الصحيحين وفيهما من حديث عمران أن أول من استيقظ أبو بكر ثم فلان ثم فلان ثم عمر الرابع فكبر حتى استيقظ صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أبي قتادة أن العمرين لم يكونا معه لما نام وفي قصة عمران أنهما كانا معه، وروى الطبراني شبيها بقصة عمران وفيه أن الذي كلأ الفجر ذو مخبر وهو بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الموحدة. وفي صحيح ابن حبان عن أبي مسعود أنه كلأ لهم الفجر قال الحافظ: فهذا كله يدل على تعدد القصة ومع ذلك فالجمع ممكن ولا سيما مع ما في مسلم وغيره أن عبد الله بن رباح راوي الحديث عن أبي قتادة ذكر أن عمران سمعه وهو يحدث الحديث بطوله فقال انظر كيف تحدث فإني كنت شاهد القصة فما أنكر عليه من الحديث شيئًا؟ فهذا يدل على اتحادها لكن لمدعي التعدد أن يقول: يحتمل أن عمران حضر القصتين فحدث بإحداهما وصدق ابن رباح لما حدث بالأخرى انتهى. فليتأمل الجمع بماذا مع هذا التغاير في الذي كلأ وأول من استيقظ وأن العمرين معه في قصة عمران دون قصة أبي قتادة وسبق اختلاف آخر في محل النوم فالمتجه ما رجحه عياض أن النوم عن صلاة الصبح وقع مرتين وإليه أومأ الحافظ قبل ذلك كما مر ولذا قال السيوطي: لا يجمع إلا بتعدد القصة. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَادُوا) بالقاف والفوقية أي ارتحلوا وبه عبر في حديث عمران زاد مسلم من رواية أبي حازم عن أبي هريرة فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ويأتي في رواية زيد بن أسلم وقال: إن هذا وادٍ به شيطان فعلله صلى الله عليه وسلم بهذا ولا يعلمه إلا هو قال عياض: وهذا أظهر الأقوال في تعليله ويأتي له مزيد في التالي. (فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُمْ) أثاروها لتقوم (وَاقْتَادُوا شَيْئًا) قليلًا وفي حديث عمران فسار غير بعيد ثم نزل وهذا يدل على أن هذا الارتحال وقع على خلاف سيرهم المعتاد، وفي مسلم ثم توضأ صلى الله عليه وسلم زاد ابن إسحاق وتوضأ الناس. (ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ) قال عياض أكثر رواة الموطأ عَلَى فأقام وبعضهم قال فأذن أو أقام بالشك، ولأحمد من حديث ذي مخبر فأمر بلالاً فأذن ثم قام صلى الله عليه وسلم فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل ثم أمره فأقام الصلاة. (فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ) زاد الطبراني من حديث عمران فقلنا: يا رسول الله أنعيدها من الغد لوقتها؟ قال: نهانا الله عن الربا ويقبله منا. وعند ابن عبد البر لا ينهاكم الله عن الربا ويقبله منكم. (ثُمَّ قَالَ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ) زاد في رواية القعنبي أو نام عنها وبه يطابق الترجمة (فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) ولأبي يعلى والطبراني وابن عبد البر عن أبي جحيفة ثم قال صلى الله عليه وسلم: إنكم كنتم أمواتًا فرد الله إليكم أرواحكم فمن نام عن الصلاة فليصلها إذا استيقظ ومن نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها وفي الصحيحين عن أنس مرفوعًا: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك. وبهذا كله علم أن في حديث الباب اختصارًا من بعض رواته فزعم أنه أراد بالنسيان مطلق الغفلة عن الصلاة لنوم أو غيره وأنه لم يذكر النوم أصلاً لأنه أظهر في العموم الذي أراده فاسد نشأ من عدم الوقوف على الروايات. (فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }) قال عياض قال بعضهم فيه تنبيه على ثبوت هذا الحكم وأخذه من الآية التي تضمنت الأمر لموسى عليه السلام وأنه مما يلزمنا اتباعه، وقال غيره استشكل وجه أخذ الحكم من الآية فإن معنى لذكري إما لذكري فيها وإما لأذكرك عليها على اختلاف القولين في تأويلها وعلى كل فلا يعطى ذلك. قال ابن جرير: ولو كان المراد حين تذكرها لكان التنزيل لذكرها، وأصح ما أجيب به أن الحديث فيه تغيير من الراوي وإنما هو للذكرى بلام التعريف وألف القصر كما في سنن أبي داود وفيه وفي مسلم زيادة، وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى فبان بهذا أن استدلاله صلى الله عليه وسلم إنما كان بهذه القراءة فإن معناها للتذكر أي لوقت التذكر. قال عياض: وذلك هو المناسب لسياق الحديث وعرف أن التغيير صدر من الرواة عن مالك أو ممن دونهم لا من مالك ولا ممن فوقه. قال في الصحاح: الذكرى نقيض النسيان انتهى. وقد جمع العلماء بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم: إن عيني تنامان ولا ينام قلبي بأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما ولا يدرك ما يتعلق بالعين لأنها نائمة والقلب يقظان. قال النووي: هذا هو الصحيح المعتمد. قال الحافظ: ولا يقال القلب وإن لم يدرك ما يتعلق بالعين من رؤية الفجر مثلاً لكنه يدرك إذا كان يقظانًا مرور الوقت الطويل فإن من ابتداء الفجر إلى أن حميت الشمس مدة لا تخفى على من لم يستغرق لأنا نقول يحتمل أن قلبه كان مستغرقًا بالوحي ولا يلزم وصفه بالنوم كما كان يستغرق حالة إلقاء الوحي يقظة وحكمة ذلك بيان التشريع بالفعل لأنه أوقع في النفس كما في سهوه في الصلاة. قال: وقريب من هذا جواب ابن المنير بأن السهو قد يحصل له في اليقظة لمصلحة التشريع ففي النوم أولى أو على السواء وجمع أيضًا بأنه كان له حالان: أحدهما ينام فيه القلب فصادف هذا الموضع، والثاني لا ينام وهو الغالب من أحواله وهذا ضعيف. وقيل غير ذلك كما بسطه في فتح الباري. (مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ) مرسلاً باتفاق رواة الموطأ وجاء معناه متصلاً من وجوه صحاح قاله أبو عمر (عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ) قال ابن عبد البر: لا يخالف ما في الحديث قبله لأن طريق خيبر وطريق مكة من المدينة واحد. (وَوَكَّلَ بِلَالًا أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلَاةِ) أي صلاة الصبح بتخفيف الكاف يقال وكله من باب وعد بكذا إذا استكفاه إياه وصرف أمره إليه وبتشديدها كقوله تعالى: {الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ }(فَرَقَدَ بِلَالٌ وَرَقَدُوا) نام وناموا قبله واستمروا راقدين (حَتَّى اسْتَيْقَظُوا) انتبهوا من نومهم (وَ) الحال أنه (قَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ وَقَدْ فَزِعُوا) أسفًا على فوات وقت الصلاة لا خوفًا من عدو كما زعم. (فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْكَبُوا) فقال ارتحلوا وفي رواية اقتادوا (حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي وَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ) ولمسلم عن أبي هريرة فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان. قال ابن رشيق: قد علله صلى الله عليه وسلم بذلك ولا يعلمه إلا هو. قال عياض: هذا أظهر الأقوال في تعليله، وقيل لاشتغالهم بأحوال الصلاة، وقيل تحرزًا من العدو، وقيل ليستيقظ النائم وينشط الكسلان، وقيل لكون الوقت وقت كراهة. ورد بقوله في الحديث السابق حتى ضربتهم الشمس. وفي حديث عمران: حتى وجدوا حر الشمس. وللطبراني: حتى كانت الشمس في كبد السماء وذلك لا يكون حتى يذهب وقت الكراهة. وقال ابن عبد البر وتبعه القرطبي أخذ بهذا بعض العلماء فقال: من انتبه من نوم عن صلاة فاتته في حضر فليتحول عن موضعه وإن كان واديًا فليخرج عنه، وقيل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يعلم من حال ذلك الوادي ولا غيره ذلك إلا هو. وقال غيرهما يؤخذ منه أن من حصلت له غفلة في مكان عن عبادة استحب له التحول منه ومنه أمر الناعس في سماع الخطبة يوم الجمعة بالتحول من مكان إلى مكان آخر. وروي عن ابن وهب وغيره أن تأخير قضاء الفائتة منسوخ بقوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي }وفيه نظر لأن الآية مكية والحديث مدني فكيف ينسخ المتقدم المتأخر. (فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي) فساروا غير بعيد (ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلُوا وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا) وفي مسلم وابن إسحاق ثم توضأ صلى الله عليه وسلم وتوضأ الناس (وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ) يؤذن (بِالصَّلَاةِ أَوْ يُقِيمَ) بالشك (فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ) الصبح (ثُمَّ انْصَرَفَ) التفت (إِلَيْهِمْ وَقَدْ رَأَى مِنْ) أي بعض (فَزَعِهِمْ) أسفًا على خروج الوقت (فَقَالَ:) مؤنسًا لهم بأنه لا حرج عليهم في ذلك لأنهم لم يتعمدوه كما آنسهم قبل الارتحال لما شكوا إليه الذي أصابهم فقال: لا ضيرًا ولا يضير. وفي مستخرج أبي نعيم لا يسوء ولا يضير. وفي حديث أبي قتادة عند مسلم وركب صلى الله عليه وسلم وركبنا معه فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا فقال أما لكم في أسوة إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا) زاد أبو داود من حديث ذي مخبر: ثم ردها إلينا فصلينا، وله من حديث أنس: إن هذه الأرواح عارية في أجساد العباد يقبضها ويرسلها إذا شاء (وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ) وقت (غَيْرِ هَذَا) قال العز بن عبد السلام في كل جسد روحان روح اليقظة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان مستيقظًا فإذا نام خرجت منه ورأت الروح المنامات، وروح الحياة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد فهو حي فإذا فارقته مات فإذا رجعت إليه حيى. وهاتان الروحان في باطن الجسد لا يعلم مقرهما إلا من أطلعه الله على ذلك فهما كجنينين في بطن امرأة واحدة. قال: ولا يبعد عندي أن تكون الروح في القلب ويدل على وجود روحي الحياة واليقظة قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ }تقديره: ويتوفى الأنفس التي لم تمت أجسادها في منامها فيمسك الأنفس التي قضى عليها الموت عنده ولا يرسلها إلى أجسادها ويرسل الأنفس الأخرى وهي أنفس اليقظة إلى أجسادها إلى انقضاء أجل مسمى وهو أجل الموت فحينئذٍ يقبض أرواح الحياة وأرواح اليقظة جميعًا من الأجساد. (فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا ثُمَّ فَزِعَ) قام (إِلَيْهَا فَلْيُصَلِّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا) وقال صلى الله عليه وسلم: لو أن الله أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن تكون لمن بعدكم فهكذا لمن نام أو نسي. رواه أحمد عن ابن مسعود، وله عن ابن عباس موقوفًا ما يسرني بها الدنيا وما فيها يعني الرخصة، ولابن أبي شيبة عن مسروق: ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد طلوع الشمس. (ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ) الصديق عبد الله بن عثمان خير الناس بعد الأنبياء بإجماع والمقدم على جميع الصحابة بلا دفاع مناقبه جمة (فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي) نفلاً بالسحر (فَأَضْجَعَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ) قال ابن عبد البر: أهل الحديث يروون هذه اللفظة بلا همز وأصلها عند أهل اللغة الهمز، وقال في المطالع: هو بالهمز أي يسكنه وينومه من هدأت الصبي إذا وضعت يدك عليه لينام، ورواه المهلب بلا همز على التسهيل، ويقال أيضًا يهدنه بالنون، وروي يهدهده من هدهدت الأم ولدها لينام أي حركته (كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ) بلال. (ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ) وفيه تأنيس لبلال واعتذار عنه وأنه ليس باختياره (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ) لما شاهد من المعجزة الباهرة وهي إخباره بما صنع الشيطان ببلال.



    وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَوَكَّلَ بِلاَلاً أَنْ يُوقِظَهُمْ لِلصَّلاَةِ فَرَقَدَ بِلاَلٌ وَرَقَدُوا حَتَّى اسْتَيْقَظُوا وَقَدْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَاسْتَيْقَظَ الْقَوْمُ وَقَدْ فَزِعُوا فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَرْكَبُوا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي وَقَالَ ‏"‏ إِنَّ هَذَا وَادٍ بِهِ شَيْطَانٌ ‏"‏ ‏.‏ فَرَكِبُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي ثُمَّ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَنْزِلُوا وَأَنْ يَتَوَضَّئُوا وَأَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلاَةِ أَوْ يُقِيمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالنَّاسِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ وَقَدْ رَأَى مِنْ فَزَعِهِمْ فَقَالَ ‏"‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا وَلَوْ شَاءَ لَرَدَّهَا إِلَيْنَا فِي حِينٍ غَيْرِ هَذَا فَإِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلاَةِ أَوْ نَسِيَهَا ثُمَّ فَزِعَ إِلَيْهَا فَلْيُصَلِّهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ ‏"‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلاَلاً وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَأَضْجَعَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِلاَلاً فَأَخْبَرَ بِلاَلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏

    Yahya related to me from Malik that Zayd ibn Aslam said, "The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, stopped for a rest one night on the way to Makka and appointed Bilal to wake them up for the prayer. Bilal slept and everyone else slept and none of them woke up until the sun had risen. When they did wake up they were all alarmed. The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, ordered them to ride out of the valley, saying that there was a shaytan in it. So they rode out of the valley and the Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, ordered them to dismount and do wudu and he told Bilal either to call the prayer or to give the iqama. The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, then led them in the prayer. Noticing their uneasiness, he went to them and said, 'O people! Allah seized our spirits (arwah) and if He had wished He would have returned them to us at a time other than this. So if you sleep through the time for a prayer or forget it and then are anxious about it, pray it as if you were praying it in its time.' The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, turned to Abu Bakr and said, 'Shaytan came to Bilal when he was standing in prayer and made him lie down and lulled him to sleep like a small boy.' The Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, then called Bilal and told him the same as he had told Abu Bakr. Abu Bakr declared, 'I bear witness that you are the Messenger of Allah

    Zaid Ibn Aslam a rapporté: «une nuit, allant à la Mecque, l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) r (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) fit halte et chargea Bilal de réveiller les hommes au moment de la prière (de l'aurore). Bilal se coucha ainsi que tous les hommes. Quand le soleil fut déjà du haut, au-dessus de l'horizon, les hommes se réveillèrent tous effrayés; alors, l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) leur ordonna de monter et partir pour sortir de la vallée (où ils se trouvaient) en disant: «un démon se trouve dans cette vallée». Ils montèrent et quittèrent la vallée, puis l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) r (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) les ordonna de descendre et de faire leurs ablutions et demanda à Bilal d'appeler à la prière. L'Envoyé d'Allah r (salallahou alayhi wa salam) (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) fit la prière de l'aurore en commun; une fois la prière achevée, et s'apercevant de leur frayeur, il leur dit: «Hommes! Allah a enlevé nos âmes, et s'il le veut, il nous les aura rendues dans d'autres circonstances. Lorsque l'un de vous s'endort sans avoir fait sa prière, ou qu'il a oublié de la faire, qu'il l'accomplisse quand il s'en souvienne, tout comme s'il l'avait accomplie à son heure fixe». L'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) r (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) tourna du côté de Abou Bakr en disant: «le diable vint surprendre Bilal alors qu'il voulait faire la prière, et l'endormit; il ne cesse de le bercer comme une mère qui dodeline son petit». Puis l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) r (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) ayant convoqué Bilal, ce dernier lui raconta ce que l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam) r (Sur lui la grâce et la paix d'Allah) avait dit à Abou Bakr qui s'écria: «Je témoigne que tu es l'Envoyé d'Allah (salallahou alayhi wa salam)» Chapitre VII L'interdiction de faire la prière du midi au moment de la canicule

    Telah menceritakan kepadaku dari Malik dari [Zaid bin Aslam] dia berkata; "Pada suatu malam Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam pernah berhenti istirahat di sebuah jalan di Makkah, menugaskan Bilal untuk membangunkan mereka pada waktu shalat, lalu Bilal tertidur dan mereka juga sehingga terbit matahari. Mereka bangun dalam keadaan terkejut, lalu Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam menyuruh mereka untuk mengendarai kendaraan mereka hingga keluar dari lembah itu. Lalu (Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam) bersabda: "Sesungguhnya lembah ini di dalamnya ada setannya, " lalu mereka berjalan sampai meninggalkan tempat tersebut, kemudian beliau memerintahkan agar mereka singgah untuk berwudlu dan menyuruh Bilal mengumandangkan adzan atau iqamah, kemudian Rasulullah shalat bersama orang-orang, setelah itu beliau berbalik melihat ketakutan pada mereka, lalu bersabda: "Wahai para manusia, Allah telah mengambil ruh kita, jika Dia berkehendak niscaya Dia akan mengambil ruh kita di selain waktu ini, jika salah satu dari kalian tertidur dari shalat atau lupa kemudian ingat maka kerjakanlah sebagaimana dia mengerjakannya pada waktunya." Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam menoleh kepada Abu Bakar dan bersabda: "Sesungguhnya setan datang kepada Bilal saat dia sedang berdiri shalat lalu membuatnya tertidur, dan dia masih meninabobokannya sebagaimana seorang ibu yang meninabobokan bayinya hingga dia tertidur", kemudian beliau memanggil Bilal dan dia memberitahukan kepada Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam sebagaimana yang beliau kabarkan kepada Abu Bakar, maka Abu Bakar berkata; "Aku bersaksi sesungguh engkau adalah Rasulullah

    Zeyd b. Eslem rivayet eder: Resulullah bir gece Mekke yolunda konakladı. Kendilerini namaza kaldırması için de Bilal'i vazifelendirdi ve uyudu. Ashab da uyudu. (Bir süre sonra) Bilal da uyudu. Ancak güneş doğunca uyanabildiler. Uyanıp telaşa düşünce Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem hemen bineklerine binmelerini, o vadiden çıkmalarını emretti, ve: «Bu vadide şeytan vardır» buyurdu. (Develerine ve atlarına) bindiler. Vadiyi geçtikten sonra, Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem inmelerini ve abdest almalarını emretti. Bilal'e de ezan okumasını veya kamet getirmesini söyledi. Resulullah namazı kıldırdı, cemaate döndü. Korku ve heyecanlarını görünce onlara: «Ey insanlar! Şüphesiz ruhumuzu Allah aldı (Bizi Allah uyuttu). Dileseydi ruhumuzu bize başka bir zamanda iade ederdi. Bizi daha erken uyandırırdı. Sizden kim uyuya-kalır, yahut unutur da namazı kılanı azsa uyanınca, nama­zını vaktinde kıldığı gibi kılsın» dedikten sonra, Ebu Bekr'e dönerek: «Bilal namaz kılıyordu, şeytan geldi onu yatırdı, ninni ile uyutulan çocuk gibi onu uyuttu.» dedi. Daha sonra Hz. Nebi Bilal'i çağırdı. Bilal, Resulullah'ın (daha önceden) Ebu Bekr'e haber verdiği şeylerin aynısını kendisine anlatınca, Ebu Bekr «Gerçekten senin Allah'ın Resulü olduğuna şahadet ederim» dedi. Bu Hadis Sadece Muvatta da var. Bütün Muvatta ravîlerinin ittifakiyle hadis mürseldir

    زید بن اسلم سے روایت ہے کہ رات کو اترے راہ میں مکہ کے رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم اور مقرر کیا بلال کو اس پر کہ جگا دیں ان کو واسطے نماز کے تو سو گئے بلال اور سو گئے لوگ پھر جاگے اور سورج نکل آیا تھا اور گھبرائے لوگ تو حکم کیا رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے سوار ہونے کا تاکہ نکل جائیں اس وادی سے اور فرمایا کہ اس وادی میں شیطان ہے پس سوار ہوئے اور نکل گئے اس وادی سے تب حکم کیا ان کو رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے اترنے کا اور وضو کرنے کا اور حکم کیا بلال کو اذان کا یا تکبیر کا پھر متوجہ ہوئے آپ صلی اللہ علیہ وسلم لوگوں کی طرف اور دیکھا ان کی گھبراہٹ کو تو فرمایا آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے لوگوں کو۔ بے شک روک رکھا تھا اللہ تعالیٰ نے ہماری جانوں کو اور اگر چاہتا تو وہ پھیر دیتا ہماری جانوں کو سوا اس وقت کے اور کسی وقت تو جب سو جائے کوئی تم میں سے نماز سے یا بھول جائے اس کی پھر گھبرا کے اٹھے نماز کے لئے تو چاہئے کہ پڑھ لے اس کو جیسے پڑھتا ہے اس کو وقت پر پھر شیطان آیا بلال کے پاس اور وہ کھڑے ہوئے نماز پڑھتے تھے تو لٹا دیا ان کو پھر لگا تھپکنے ان کو جیسے تھپکتے ہیں بچے کو یہاں تک کہ سو رہے وہ پھر ہلایا رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے بلال کو پس بیان کیا بلال نے اسی طرح جیسے فرمایا تھا آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے حال ان کو پس بیان کیا بلال نے اسی طرح جیسے فرمایا آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے حال ان کا ابوبکر سے تو کہا ابوبکر نے میں گواہی دیتا ہوں اس امر کی کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم اللہ کے رسول ہیں ۔

    রেওয়ায়ত ২৬. যায়দ ইবন আসলাম (রাঃ) হইতে বর্ণিত, মক্কার পথে রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম (একবার বিশ্রাম গ্রহণের জন্য) রাত্রিতে অবতরণ করিলেন এবং বিলালকে নামাযের জন্য জাগাইয়া দেওয়ার দায়িত্বে নিযুক্ত করিলেন। তারপর বিলাল ঘুমাইলেন এবং অন্য সকলেও ঘুমাইলেন। এমন কি তাহারা জাগিলেন সূর্য ওঠার পর। হতচকিত অবস্থায় দলের লোকজন জাগ্রত হইলেন। রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাহাদিগকে সওয়ার হওয়ার এবং সেই উপত্যকা হইতে বাহিরে চলিয়া যাওয়ার নির্দেশ দিলেন। আর তিনি বলিলেনঃ এই উপত্যকায় অবশ্যই শয়তান রহিয়াছে। তারপর তাহারা সওয়ার হইলেন এবং সেই উপত্যক হইতে বাহির হইয়া গেলেন। অতঃপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাহাদিগকে অবতরণ এবং ওযু করার নির্দেশ দিলেন। আর বিলালকে নামাযের জন্য আযান অথবা ইকামত বলার হুকুম করিলেন। তারপর রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম লোকজনকে নামায পড়াইলেন। তারপর তাঁহাদের দিকে মুখ ফিরাইলেন এবং তাঁহাদের ঘাবড়ানোর অবস্থা অনুধাবন করিলেন। তখন তিনি বলিলেনঃ হে লোকসমাজ! আল্লাহ আমাদের আত্মাসমূহকে কাবু করিয়াছিলেন, আর তিনি যদি ইচ্ছা করিতেন এই সময় ব্যতীত ভিন্ন সময়ে আত্মাসমূহকে আমাদের নিকট ফেরত দিতে পারিতেন। যদি তোমাদের কেউ নামায হইতে ঘুমাইয়া পড় অথবা উহাকে ভুলিয়া যাও, অতঃপর হঠাৎ নামাযের কথা স্মরণ হয়, তবে সেই নামাযকে উহার নির্ধারিত সময়ে যেইরূপে পড়িতে সেইভাবে পড়িবে। তারপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আবু বকর (রাঃ)-এর দিকে দৃষ্টি করিলেন। তারপর বলিলেনঃ বিলাল যখন দাঁড়াইয়া নামায পড়িতেছিল তখন তাহার কাছে শয়তান আসিল এবং তাহাকে ঠেস দেওয়াইয়া বসাইল এবং শিশুকে যেভাবে (থাপি দিয়া) শান্ত করা হয় ও ঘুম পাড়ানো হয় সেইভাবে তাহার সঙ্গে বারবার করিতে থাকিল। এমন কি (শেষ পর্যন্ত) বিলাল ঘুমাইয়া পড়িল। তারপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বিলালকে আহবান করিলেন। অতঃপর রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আবু বকর (রাঃ)-কে যেরূপ বলিয়াছিলেন বিলালও অনুরূপ রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর নিকট বর্ণনা করিলেন। ইহা শুনিয়া আবু বকর (রাঃ) বললেনঃ আমি সাক্ষ্য দিতেছি যে, আপনি নিশ্চয়ই আল্লাহর রাসূল।