عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : " افْتُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، لَمَّا قُتِلَ النُّعْمَانُ بِنَهَاوَنْدَ ، وَوَلِيَ حُذَيْفَةُ وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدِهِ الْجَبَلَ ، فَبَعَثَ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ وَمُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَتَوَجَّهَا نَحْوَ أَصْبَهَانَ ، فَعَدَلَا عَنْ مَدِينَتِهَا ، فَأَخَذَ بُدَيْلٌ إِلَى الطَّبَسَيْنِ وَفَتَحَ ، ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ قُهِسْتَانَ مِنْ أَرْضِ خُرَاسَانَ ، وَأَقْبَلَ مُجَاشِعٌ إِلَى قَاسَانَ فَفَتَحَ الْقَاسَانَيْنِ ، وَأَتَى حِصْنَ أَبْرُوزَ فَحَاصَرَ مَنْ فِيهِ ، فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ ، وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَمِيرُ الْبَصْرَةِ ، فَخَرَجَ أَبُو مُوسَى يُرِيدُ مَا يَلِيهِ مِنَ الْأَرْضِ ، فَوَافَى أَبُو مُوسَى مِنْ قِبَلِ الْأَهْوَازِ يُرِيدُ أَصْبَهَانَ ، وَسَارَ مُجَاشِعٌ فَنَزَلَ الرَّاوَنْدَ جَرْمَ قَاسَانَ فَصَالَحَهُمْ ، وَسَارَ أَبُو مُوسَى حَتَّى نَزَلَ بِجِبَالِ جَيَّ مَدِينَةِ أَصْبَهَانَ ، فَنَزَلَ عَلَى فَرْسَخٍ مِنْهَا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : دَارَكَ ، فَحَصَرَ أَهْلَهَا وَقَتْلَ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ 1 أَهْلَ جَيَّ ، فَصَالَحُوا عَلَى نِصْفِ جَيَّ ، وَفَتَحَ أَبُو مُوسَى نِصْفَهَا عُنْوَةً ، وَصَلَّى أَبُو مُوسَى بِأَصْبَهَانَ صَلَاةَ الْخَوْفِ "
وَذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ فِي كِتَابِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : افْتُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، لَمَّا قُتِلَ النُّعْمَانُ بِنَهَاوَنْدَ ، وَوَلِيَ حُذَيْفَةُ وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدِهِ الْجَبَلَ ، فَبَعَثَ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ وَمُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَتَوَجَّهَا نَحْوَ أَصْبَهَانَ ، فَعَدَلَا عَنْ مَدِينَتِهَا ، فَأَخَذَ بُدَيْلٌ إِلَى الطَّبَسَيْنِ وَفَتَحَ ، ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ قُهِسْتَانَ مِنْ أَرْضِ خُرَاسَانَ ، وَأَقْبَلَ مُجَاشِعٌ إِلَى قَاسَانَ فَفَتَحَ الْقَاسَانَيْنِ ، وَأَتَى حِصْنَ أَبْرُوزَ فَحَاصَرَ مَنْ فِيهِ ، فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ ، وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَمِيرُ الْبَصْرَةِ ، فَخَرَجَ أَبُو مُوسَى يُرِيدُ مَا يَلِيهِ مِنَ الْأَرْضِ ، فَوَافَى أَبُو مُوسَى مِنْ قِبَلِ الْأَهْوَازِ يُرِيدُ أَصْبَهَانَ ، وَسَارَ مُجَاشِعٌ فَنَزَلَ الرَّاوَنْدَ جَرْمَ قَاسَانَ فَصَالَحَهُمْ ، وَسَارَ أَبُو مُوسَى حَتَّى نَزَلَ بِجِبَالِ جَيَّ مَدِينَةِ أَصْبَهَانَ ، فَنَزَلَ عَلَى فَرْسَخٍ مِنْهَا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : دَارَكَ ، فَحَصَرَ أَهْلَهَا وَقَتْلَ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ جَيَّ ، فَصَالَحُوا عَلَى نِصْفِ جَيَّ ، وَفَتَحَ أَبُو مُوسَى نِصْفَهَا عُنْوَةً ، وَصَلَّى أَبُو مُوسَى بِأَصْبَهَانَ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَعَلَى قَضِيَّةِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ هُوَ الَّذِي قَدِمَ أَصْبَهَانَ ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ قُتِلَ بِصِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي بِمِنًى : إِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، وَقِيلَ إِنَّ بُدَيْلًا تُوُفِّيَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِنَّ الْمَقْتُولَ بِصِفِّينَ أَحَدُ أَوْلَادِهِ ، فَإِنَّ أَحَدَ أَوْلَادِهِ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَالْآخَرُ يَوْمَ صِفِّينَ وَالصَّحِيحُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَكَانَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ صَبِيًّا صَغِيرَ السِّنِّ