سَمِعْتُ بَعْضَ الْمُحَدِّثِينِ ، يَقُولُ : دَخَلَ أَيُّوبُ بْنُ زِيَادٍ الْأَصْبَهَانِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّوبُ ، صِفْ لِي أَصْبَهَانَ وَأَوْجِزْ ، فَقَالَ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَوَاؤُهَا طَيِّبٌ ، وَمَاؤُهَا عَذْبٌ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَجِبَالُهَا الْعَسَلُ ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَخْلُوَ مِنْ خِلَالٍ أَرْبَعٍ : جَوْرُ السُّلْطَانِ ، وَغَلَاءُ الْأَسْعَارِ ، وَقِلَّةُ الْأَمْطَارِ ، وَفَقْدُ مِيَاهٍ " ، فَأَطْرَقَ الْمَأْمُونُ سَاعَةً وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، لَعَلَّ قُرَّاءَهَا مُنَافِقُونَ ، وَتُجَّارَهَا مُرْبِئُونَ ، وَتُنَّاءَهَا شَرَبَةُ خُمُورٍ ، وَفِي أَطْرَافِهَا لَا يُصَلُّونَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُذَكِّرَ ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّقَّاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ بَعْضَ الْمُحَدِّثِينِ ، يَقُولُ : دَخَلَ أَيُّوبُ بْنُ زِيَادٍ الْأَصْبَهَانِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، صِفْ لِي أَصْبَهَانَ وَأَوْجِزْ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَوَاؤُهَا طَيِّبٌ ، وَمَاؤُهَا عَذْبٌ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَجِبَالُهَا الْعَسَلُ ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَخْلُوَ مِنْ خِلَالٍ أَرْبَعٍ : جَوْرُ السُّلْطَانِ ، وَغَلَاءُ الْأَسْعَارِ ، وَقِلَّةُ الْأَمْطَارِ ، وَفَقْدُ مِيَاهٍ ، فَأَطْرَقَ الْمَأْمُونُ سَاعَةً وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : يَا أَيُّوبُ ، لَعَلَّ قُرَّاءَهَا مُنَافِقُونَ ، وَتُجَّارَهَا مُرْبِئُونَ ، وَتُنَّاءَهَا شَرَبَةُ خُمُورٍ ، وَفِي أَطْرَافِهَا لَا يُصَلُّونَ كَذَا رُوِيَ : دَخَلَ أَيُّوبُ عَلَى الْمَأْمُونِ ، وَوَهِمَ الْمُذَكِّرُ أَوْ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ فِيهِ ، فَإِنَّ أَيُّوبَ بْنَ زِيَادٍ الَّذِي كَانَ عَامِلًا عَلَى أَصْبَهَانَ الَّذِي بَنَى الْمَسْجِدَ وَالسُّوقَ كَانَ يَلِي عَلَى أَصْبَهَانَ مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ، وَلَمْ يَعِشْ إِلَى خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ