أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيِّ : " أَنْ سِرْ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَصْبَهَانَ "
وَرُوِي عَنْ عَتَّابِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيِّ : أَنْ سِرْ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَصْبَهَانَ وَقَالَ غَيْرُ الشَّعْبِيِّ : إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَلَّى الْكُوفَةَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ، فَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُدَيْلٍ وَالسَّائِبَ بْنَ الْأَقْرَعِ فَصَالَحَهُمُ الفادوسفان عَلَى الْبَلَدِ ، فَدَخَلَا الْمَدِينَةَ ، وَبَنَيَا مَسْجِدَهَا ، وَطَرَحَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ لَبِنَةً فِي بِنَائِهَا تَبَرُّكًا بِهَا وَلَمَّا انْصَرَفَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْبَصْرَةِ وَأَتَاهُمْ مَوْتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ نَقَضَ أَهْلُ مَدِينَةِ جَيٍّ الْعَهْدَ ، وَقَتَلُوا مَنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْعَرَبِ ، وَكَانُوا مُقِيمِينَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ فَفَتَحَهَا ثَانِيَةً فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُ أَصْبَهَانَ فِي جُمْلَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، وَصَارَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَعَمِدَ مُعَاوِيَةُ فَأَخَذَ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَدَفَعَهَا إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَخَذَ الْبَحْرَيْنِ وَعَمَّانَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ فَأَعْطَاهَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ مَكَانَ أَصْبَهَانَ وَقِيلَ إِنَّ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ دَخَلَ أَصْبَهَانَ عَمْرُو بْنُ مَرْحُومٍ الْغَاضِرِيُّ ، بَعَثَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لَمَّا وَلِيَ الْبَصْرَةَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى بَعْضِ نَاحِيَةِ فَارِسَ مُجَاوِرَةً لِرُسْتَاقِ قِهِسْتَانَ مِنْ أَصْبَهَانَ فَدَخَلَ رُسْتَاقَ قِهِسْتَانَ ثُمَّ عَدَلَ عَنْهُ إِلَى أَرَّجَانَ ، وَسَلَكَ بِهِ الدَّلِيلَ عَلَى الْعَقَبَةِ الْمَعْرُوفَةِ بِمَارت وَكَانَ يُقَالُ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ دوربشن ، فَاسْتَعْظَمَ سُلُوكَهَا ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِلدَّلِيلِ : مَا أَرَدْتَ بِهَذَا ، فَسُمِّيَتِ الْعَقَبَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَارِتَ فَلَمَّا كَانَ أَوَّلُ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَانْهَزَمَتِ الْفُرْسُ وَرَجَعَ فَلُّهَا إِلَى عِنْدَ يَزْدَجِرْدَ بِقَاسَانَ مَعَ إِشْعَارٍ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ وَاذِنَانَ مِنْ رُسْتَاِقِ بَرَاءَانَ فَرَحَلَ عَنْهَا بِمَنْ مَعَهُ مِنْ عِيَالِهِ وَحَشَمِهِ إِلَى مَدِينَةِ جَيٍّ وَنَزَلَ بِهَا فِي دَارِ وَراز بْنُ وَراز وَهِيَ الَّتِي صَارَتْ بَعْدُ رُقْعَةً لِلْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَلِدَارِ الْخَرَاجِ ، فَلِذَلِكَ يُقَالُ لِدَارِ الْخَرَاجِ بِالْمَدِينَةِ سراورازان