خَرَجَ أَبُو تُرَابٍ الرَّمْلِيُّ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : خُذُوا أَنْتُمْ طَرِيقَ الْجَادَّةِ حَتَّى آخُذَ طَرِيقَ تَبُوكَ , فَقَالُوا لَهُ : الْحَرُّ شَدِيدٌ , قَالَ : لَابُدَّ وَلَكِنْ إِذَا دَخَلْتُمْ رَمْلَةَ فَانْزِلُوا عِنْدَ فُلَانٍ صَدِيقٍ لِي , قَالَ : فَدَخَلُوا الرَّمْلَةَ فَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَشَوَى لَهُمْ أَرْبَعَ قِطَعِ لَحْمٍ فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَاءَتِ الْحِدَأَةُ فَأَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْهَا فَقُلْنَا : لَمْ تَكُنْ رِزْقَنَا , فَأَكَلْنَا الْبَاقِيَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ خَرَجَ أَبُو تُرَابٍ مِنَ الْمَفَازَةِ فَقُلْنَا : هَلْ وَجَدْتَ فِي الطَّرِيقِ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : لَا إِلَّا يَوْمَ كَذَا رَمَى إِلَيَّ حَدَأَةٌ بِقِطْعَةِ شِوَاءٍ حَارٍّ , فَقُلْنَا لَهُ : قَدْ تَغَذَّيْنَا مِنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ عِنْدِنَا أَخَذَتْهُ الْحِدَأَةُ , فَقَالَ أَبُو تُرَابٍ : كَذَا كَانَ الصِّدْقُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : خَرَجَ أَبُو تُرَابٍ الرَّمْلِيُّ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : خُذُوا أَنْتُمْ طَرِيقَ الْجَادَّةِ حَتَّى آخُذَ طَرِيقَ تَبُوكَ , فَقَالُوا لَهُ : الْحَرُّ شَدِيدٌ , قَالَ : لَابُدَّ وَلَكِنْ إِذَا دَخَلْتُمْ رَمْلَةَ فَانْزِلُوا عِنْدَ فُلَانٍ صَدِيقٍ لِي , قَالَ : فَدَخَلُوا الرَّمْلَةَ فَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَشَوَى لَهُمْ أَرْبَعَ قِطَعِ لَحْمٍ فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَاءَتِ الْحِدَأَةُ فَأَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْهَا فَقُلْنَا : لَمْ تَكُنْ رِزْقَنَا , فَأَكَلْنَا الْبَاقِيَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ خَرَجَ أَبُو تُرَابٍ مِنَ الْمَفَازَةِ فَقُلْنَا : هَلْ وَجَدْتَ فِي الطَّرِيقِ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : لَا إِلَّا يَوْمَ كَذَا رَمَى إِلَيَّ حَدَأَةٌ بِقِطْعَةِ شِوَاءٍ حَارٍّ , فَقُلْنَا لَهُ : قَدْ تَغَذَّيْنَا مِنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ عِنْدِنَا أَخَذَتْهُ الْحِدَأَةُ , فَقَالَ أَبُو تُرَابٍ : كَذَا كَانَ الصِّدْقُ