• 637
  • خَرَجْتُ مِنْ بَغْدَادَ أُرِيدُ الرِّبَاطَ إِلَى عَبَّادَانَ لِأَصُومَ بِهَا رَجَبًا وَشَعْبَانَ وَرَمَضَانَ فَلَقِيتُ فِي طَرِيقِيَ عَلِيًّا الْجُرْجَانِيَّ وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ الْكِبَارِ فَدَنَا وَقْتُ إِفْطَارِي وَكَانَ مَعِي مِلْحٌ مَدْقُوقٌ وَأَقْرَاصٌ فَقُلْتُ : هَلُمَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ : مِلْحُكَ مَدْقُوقٌ وَمَعَكَ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ ، لَنْ تُفْلِحَ وَلَنْ تَدْخُلَ بُسْتَانَ الْمُحِبِّينَ ، فَنَظَرْتُ إِلَى مِزْوَدٍ كَانَ مَعَهُ فِيهِ سَوِيقُ الشَّعِيرِ فَيَسُفُّ مِنْهَا ، فَقُلْتُ : مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : " إِنِّي حَسَبْتُ مَا بَيْنَ الْمَضْغِ إِلَى الِاسْتِفَافِ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةً فَمَا مَضَغْتُ الْخُبْزَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَبَّادَانَ قُلْتُ : مَوْعِظَةٌ أَحْفَظُهَا عَنْكَ ، قَالَ : نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، احْفَظْ عَنِّي خَمْسَ خِصَالٍ إِنَّكَ إِنْ حَفِظْتَهَا لَا تُبَالِي مَا أَضَعْتَ بَعْدَهَا قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : عَانَقِ الْفَقْرَ وَتَوَسَّدِ الصَّبْرَ وَعَادِ الشَّهَوَاتِ وَخَالَفِ الْهَوَى وَافْزَعْ إِلَى اللَّهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ ، قُلْتُ : فَإِذَا كُنْتُ كَذَلِكَ ؟ قَالَ : يَهَبُ اللَّهُ لَكَ خَمْسًا : الزُّهْدَ وَمَعَ الزُّهْدِ الْقُنُوعُ وَمَعَ الْقُنُوعِ الرِّضَا وَمَعَ الرِّضَا الْمَعْرِفَةُ وَمَعَ الْمَعْرِفَةِ الشَّوْقُ ، ثُمَّ يَهَبُ لَكَ خَمْسًا : السَّبَّاقَ وَالْبِدَارَ وَالتَّخَفُّفَ وَحُسْنَ الْبِشَارَةِ وَحُسْنَ الْمُنْقَلَبِ إِلَى اللَّهِ ، أُولَئِكَ أَحِبَّاءُ اللَّهِ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ تَرَى لِي أَنْ أَسْكُنَ ؟ قَالَ : ارْحَلْ نَحْوَ الْأَكَمِ أَيْ رُءوسَ الجِبَالِ ، قُلْتُ : فَهَلْ شَيْءٌ أَعِيشُ بِهِ ؟ قَالَ : فَمَقَتْ فِي وَجْهِي وَقَالَ : تَفِرُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَنْبِكَ وَتَسْتَبْطِئُهُ فِي رِزْقِكَ ؟ فَلَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي دَخَلَ الْبَحْرَ أَمَ لَا "

    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ، بِبَغْدَادَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ ، يَقُولُ : خَرَجْتُ مِنْ بَغْدَادَ أُرِيدُ الرِّبَاطَ إِلَى عَبَّادَانَ لِأَصُومَ بِهَا رَجَبًا وَشَعْبَانَ وَرَمَضَانَ فَلَقِيتُ فِي طَرِيقِيَ عَلِيًّا الْجُرْجَانِيَّ وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ الْكِبَارِ فَدَنَا وَقْتُ إِفْطَارِي وَكَانَ مَعِي مِلْحٌ مَدْقُوقٌ وَأَقْرَاصٌ فَقُلْتُ : هَلُمَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ : مِلْحُكَ مَدْقُوقٌ وَمَعَكَ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ ، لَنْ تُفْلِحَ وَلَنْ تَدْخُلَ بُسْتَانَ الْمُحِبِّينَ ، فَنَظَرْتُ إِلَى مِزْوَدٍ كَانَ مَعَهُ فِيهِ سَوِيقُ الشَّعِيرِ فَيَسُفُّ مِنْهَا ، فَقُلْتُ : مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : إِنِّي حَسَبْتُ مَا بَيْنَ الْمَضْغِ إِلَى الِاسْتِفَافِ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةً فَمَا مَضَغْتُ الْخُبْزَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَبَّادَانَ قُلْتُ : مَوْعِظَةٌ أَحْفَظُهَا عَنْكَ ، قَالَ : نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، احْفَظْ عَنِّي خَمْسَ خِصَالٍ إِنَّكَ إِنْ حَفِظْتَهَا لَا تُبَالِي مَا أَضَعْتَ بَعْدَهَا قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : عَانَقِ الْفَقْرَ وَتَوَسَّدِ الصَّبْرَ وَعَادِ الشَّهَوَاتِ وَخَالَفِ الْهَوَى وَافْزَعْ إِلَى اللَّهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ ، قُلْتُ : فَإِذَا كُنْتُ كَذَلِكَ ؟ قَالَ : يَهَبُ اللَّهُ لَكَ خَمْسًا : الزُّهْدَ وَمَعَ الزُّهْدِ الْقُنُوعُ وَمَعَ الْقُنُوعِ الرِّضَا وَمَعَ الرِّضَا الْمَعْرِفَةُ وَمَعَ الْمَعْرِفَةِ الشَّوْقُ ، ثُمَّ يَهَبُ لَكَ خَمْسًا : السَّبَّاقَ وَالْبِدَارَ وَالتَّخَفُّفَ وَحُسْنَ الْبِشَارَةِ وَحُسْنَ الْمُنْقَلَبِ إِلَى اللَّهِ ، أُولَئِكَ أَحِبَّاءُ اللَّهِ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ تَرَى لِي أَنْ أَسْكُنَ ؟ قَالَ : ارْحَلْ نَحْوَ الْأَكَمِ أَيْ رُءوسَ الجِبَالِ ، قُلْتُ : فَهَلْ شَيْءٌ أَعِيشُ بِهِ ؟ قَالَ : فَمَقَتْ فِي وَجْهِي وَقَالَ : تَفِرُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَنْبِكَ وَتَسْتَبْطِئُهُ فِي رِزْقِكَ ؟ فَلَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي دَخَلَ الْبَحْرَ أَمَ لَا وَحَكَى جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنِ السَّرِيِّ ، بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ

    الرباط: الرّباط : في الأصل : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب، وارْتباط الخيل وإعْدَادها
    هلم: هلم : اسم فعل بمعنى تعال أو أقبل أو هات
    تبالي: تبالي : تهتم
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات