" قُلْتُ لِرَاهِبٍ فِي دَيْرِ حَرْمَلَةَ وَأَشْرَفَ عَلَيَّ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَقُلْتُ : يَا رَاهِبُ , مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : جُرَيْجٌ : قُلْتُ : مَا يَحْبِسُكَ فِي هَذِهِ الصَّوْمَعَةِ ؟ قَالَ : حَبَسْتُ فِيهَا عَنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلْتُ : أَمَا كَانَ يَسْتَقِيمُ أَنْ تَذْهَبَ مَعَنَا هَاهُنَا فِي الْأَرْضِ وَتَجِيءَ وَتَمْنَعَ نَفْسَكَ الشَّهَوَاتِ ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ هَذَا الَّذِي تَصِفُ أَنْتَ فِي قُوَّةٍ , وَأَنَا فِي ضَعْفٍ فَحُلْتُ بَيْنَ نَفْسِي وَبَيْنَهَا , قُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ بَدَنَ ابْنِ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ وَرُوحَهُ خُلِقَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَإِذَا أَجَاعَ بَدَنَهُ وَأَعْرَاهُ وَأَسْهَرَهُ نَازَعَ الرُّوحَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ , وَإِذَا أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ وَنَوَّمَهُ وَأَرَاحَهُ أَخْلَدَ الْبَدَنُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا , قُلْتُ لَهُ : فَإِذَا فَعَلَ هَذَا تَعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا الثَّوَابُ ؟ قَالَ : نَعَمْ نُورًا يَرَى بِهِ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِرَاهِبٍ فِي دَيْرِ حَرْمَلَةَ وَأَشْرَفَ عَلَيَّ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَقُلْتُ : يَا رَاهِبُ , مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : جُرَيْجٌ : قُلْتُ : مَا يَحْبِسُكَ فِي هَذِهِ الصَّوْمَعَةِ ؟ قَالَ : حَبَسْتُ فِيهَا عَنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلْتُ : أَمَا كَانَ يَسْتَقِيمُ أَنْ تَذْهَبَ مَعَنَا هَاهُنَا فِي الْأَرْضِ وَتَجِيءَ وَتَمْنَعَ نَفْسَكَ الشَّهَوَاتِ ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ هَذَا الَّذِي تَصِفُ أَنْتَ فِي قُوَّةٍ , وَأَنَا فِي ضَعْفٍ فَحُلْتُ بَيْنَ نَفْسِي وَبَيْنَهَا , قُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ بَدَنَ ابْنِ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ وَرُوحَهُ خُلِقَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَإِذَا أَجَاعَ بَدَنَهُ وَأَعْرَاهُ وَأَسْهَرَهُ نَازَعَ الرُّوحَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ , وَإِذَا أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ وَنَوَّمَهُ وَأَرَاحَهُ أَخْلَدَ الْبَدَنُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا , قُلْتُ لَهُ : فَإِذَا فَعَلَ هَذَا تَعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا الثَّوَابُ ؟ قَالَ : نَعَمْ نُورًا يَرَى بِهِ قَالَ أَحْمَدُ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَعْجَبَهُ إِنَّهُمْ لَيَصِفُونَ