سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : " ثَلَاثَةٌ عَلَامَاتُ الْخَوْفِ : الْوَرَعُ عَنِ الشُّبُهَاتِ بِمُلَاحَظَةِ الْوَعِيدِ ، وَحِفْظُ اللِّسَانِ مُرَاقَبَةً لِلتَّعْظِيمِ ، وَدَوَاءُ الْكَمَدِ إِشْفَاقًا مِنْ غَضِبِ الْحَلِيمِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْإِخْلَاصِ : اسْتِوَاءُ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مِنَ الْعَامَّةِ وَنِسْيَانُ رُؤْيَتِهِمْ فِي الْأَعْمَالِ نَظَرًا إِلَى اللَّهِ وَاقْتِضَاءَ ثَوَابِ الْعَمَلِ فِي الْآخِرَةِ بِحُسْنِ عَفْوِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا بِحُسْنِ الْمِدْحَةِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْكَمَالِ : تَرْكُ الْجَوَلَانِ فِي الْبُلْدَانِ ، وَقِلَّةُ الِاغْتِبَاطِ لِنُعْمَاهُ عِنْدَ الِامْتِحَانِ ، وَصَفْوُ النَّفْسِ فِي السِّرِّ وَالْإِعْلَانِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْيَقِينِ : قِلَّةُ الْمُخَالَفَةِ لِلنَّاسِ فِي الْعِشْرَةِ ، وَتَرْكُ الْمَدْحِ لَهُمْ فِي الْعَطِيَّةِ ، وَالتَّنَزُّهُ عَنْ دَمِهِمْ فِي الْمَنْعِ وَالرَّزِيَّةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ المُتَوَكِّلِ : نَقْضُ الْعَلَائِقِ ، وَتَرْكُ التَّمَلُّقِ فِي السَّلَائِقِ ، وَاسْتِعْمَالُ الصِّدْقِ فِي الْخَلَائِقِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّبْرِ : التَّبَاعُدُ عَنِ الْخُلَطَاءِ فِي الشِّدَّةِ ، وَالسُّكُونُ إِلَيْهِ مَعَ تَجَرُّعِ غُصَصِ الْبَلِيَّةِ ، وَإِظْهَارُ الْغِنَى مَعَ حُلُولِ الْفَقْرِ بِسَاحَةِ الْمَعِيشَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْحِكْمَةِ : إِنْزَالُ النَّفْسِ مِنَ النَّاسِ كَبَاطِنِهِمْ ، وَوَعْظُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ لِيَقُومُوا عَنْهُ بِنَفْعٍ حَاضِرٍ . . . . . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الزُّهْدِ : قِصَرُ الْأَمَلِ ، وَحُبُّ الْفَقْرِ ، وَاسْتِغْنَاءٌ مَعَ صَبْرٍ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْعِبَادَةِ : حُبُّ اللَّيْلِ لِلسَّهَرِ بِالتَّهَجُّدِ وَالْخَلْوَةِ ، وَكَرَاهَةُ الصُّبْحِ لِرُؤْيَةِ النَّاسِ وَالْغَفْلَةِ ، وَالْبَدَارُ بِالصَّالِحَاتِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْتَّوَاضِعِ : تَصْغِيرُ النَّفْسِ مَعْرِفَةً بِالْعَيْبِ ، وَتَعْظِيمُ النَّاسِ حُرْمَةً لِلتَّوْحِيدِ ، وَقَبُولُ الْحَقِّ وَالنَّصِيحَةِ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ السَّخَاءِ : الْبَذْلُ لِلشَّيْءِ مَعَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ ، وَخَوْفُ الْمُكَافَأَةِ اسْتِقْلَالًا لِلْعَطِيَّةِ ، وَالْخَوْفُ عَلَى النَّفْسِ اسْتِغْنَاءً لِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى النَّاسِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ حُسُنِ الْخُلُقِ : قِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى الْمُعَاشِرِينَ ، وَتَحْسِينُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ وَإِلْزَامِ النَّفْسِ اللَّائِمَةِ فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ كَفًّا عَنْ مَعْرِفَةِ عُيُوبِهِمْ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الرَّحْمَةِ لِلْخَلْقِ : انْزِوَاءُ الْعَقْلِ لِلْمَلْهُوفِينَ ، وَبُكَاءُ الْقَلْبِ لِلْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ ، وَفِقْدَانُ الشَّمَاتَةِ بِمَصَائِبِ الْمُسْلِمِينَ ، وَبَذْلُ النَّصِيحَةِ لَهُمْ مُتَجَرِّعًا لِمَرَارَةِ ظُنُونِهِمْ وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى مَصَالِحِهِمْ وَإِنْ جَهِلُوهُ وَكَرِهُوهُ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الِاسْتِغْنَاءِ بِاللَّهِ : التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ الْمُتَذَلِّلِينَ ، وَالتَّعَظُّمُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَتَرْكُ الْمُعَاشَرَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُسْتَكْبِرِينَ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْحَيَاءِ : وِجْدَانُ الْأُنْسِ بِفِقْدَانِ الْوَحْشَةِ ، وَالِامْتِلَاءُ مِنَ الْخَلْوَةِ بِإِدْمَانِ التَّفَكُّرِ ، وَاسْتِشْعَارُ الْهَيْبَةِ بِخَالِصِ الْمُرَاقَبَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْمَعْرِفَةِ : الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ ، وَالِانْقِطَاعُ إِلَى اللَّهِ ، وَالِافْتِخَارُ بِاللَّهِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ التَّسْلِيمِ : مُقَابَلَةُ الْقَضَاءِ بِالرِّضَا ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ "
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا أَحْمَدُ ، ثنا سَعِيدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : ثَلَاثَةٌ عَلَامَاتُ الْخَوْفِ : الْوَرَعُ عَنِ الشُّبُهَاتِ بِمُلَاحَظَةِ الْوَعِيدِ ، وَحِفْظُ اللِّسَانِ مُرَاقَبَةً لِلتَّعْظِيمِ ، وَدَوَاءُ الْكَمَدِ إِشْفَاقًا مِنْ غَضِبِ الْحَلِيمِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْإِخْلَاصِ : اسْتِوَاءُ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مِنَ الْعَامَّةِ وَنِسْيَانُ رُؤْيَتِهِمْ فِي الْأَعْمَالِ نَظَرًا إِلَى اللَّهِ وَاقْتِضَاءَ ثَوَابِ الْعَمَلِ فِي الْآخِرَةِ بِحُسْنِ عَفْوِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا بِحُسْنِ الْمِدْحَةِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْكَمَالِ : تَرْكُ الْجَوَلَانِ فِي الْبُلْدَانِ ، وَقِلَّةُ الِاغْتِبَاطِ لِنُعْمَاهُ عِنْدَ الِامْتِحَانِ ، وَصَفْوُ النَّفْسِ فِي السِّرِّ وَالْإِعْلَانِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْيَقِينِ : قِلَّةُ الْمُخَالَفَةِ لِلنَّاسِ فِي الْعِشْرَةِ ، وَتَرْكُ الْمَدْحِ لَهُمْ فِي الْعَطِيَّةِ ، وَالتَّنَزُّهُ عَنْ دَمِهِمْ فِي الْمَنْعِ وَالرَّزِيَّةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ المُتَوَكِّلِ : نَقْضُ الْعَلَائِقِ ، وَتَرْكُ التَّمَلُّقِ فِي السَّلَائِقِ ، وَاسْتِعْمَالُ الصِّدْقِ فِي الْخَلَائِقِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّبْرِ : التَّبَاعُدُ عَنِ الْخُلَطَاءِ فِي الشِّدَّةِ ، وَالسُّكُونُ إِلَيْهِ مَعَ تَجَرُّعِ غُصَصِ الْبَلِيَّةِ ، وَإِظْهَارُ الْغِنَى مَعَ حُلُولِ الْفَقْرِ بِسَاحَةِ الْمَعِيشَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْحِكْمَةِ : إِنْزَالُ النَّفْسِ مِنَ النَّاسِ كَبَاطِنِهِمْ ، وَوَعْظُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ لِيَقُومُوا عَنْهُ بِنَفْعٍ حَاضِرٍ . . . . . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الزُّهْدِ : قِصَرُ الْأَمَلِ ، وَحُبُّ الْفَقْرِ ، وَاسْتِغْنَاءٌ مَعَ صَبْرٍ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْعِبَادَةِ : حُبُّ اللَّيْلِ لِلسَّهَرِ بِالتَّهَجُّدِ وَالْخَلْوَةِ ، وَكَرَاهَةُ الصُّبْحِ لِرُؤْيَةِ النَّاسِ وَالْغَفْلَةِ ، وَالْبَدَارُ بِالصَّالِحَاتِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْتَّوَاضِعِ : تَصْغِيرُ النَّفْسِ مَعْرِفَةً بِالْعَيْبِ ، وَتَعْظِيمُ النَّاسِ حُرْمَةً لِلتَّوْحِيدِ ، وَقَبُولُ الْحَقِّ وَالنَّصِيحَةِ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ السَّخَاءِ : الْبَذْلُ لِلشَّيْءِ مَعَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ ، وَخَوْفُ الْمُكَافَأَةِ اسْتِقْلَالًا لِلْعَطِيَّةِ ، وَالْخَوْفُ عَلَى النَّفْسِ اسْتِغْنَاءً لِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى النَّاسِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ حُسُنِ الْخُلُقِ : قِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى الْمُعَاشِرِينَ ، وَتَحْسِينُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ وَإِلْزَامِ النَّفْسِ اللَّائِمَةِ فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ كَفًّا عَنْ مَعْرِفَةِ عُيُوبِهِمْ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الرَّحْمَةِ لِلْخَلْقِ : انْزِوَاءُ الْعَقْلِ لِلْمَلْهُوفِينَ ، وَبُكَاءُ الْقَلْبِ لِلْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ ، وَفِقْدَانُ الشَّمَاتَةِ بِمَصَائِبِ الْمُسْلِمِينَ ، وَبَذْلُ النَّصِيحَةِ لَهُمْ مُتَجَرِّعًا لِمَرَارَةِ ظُنُونِهِمْ وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى مَصَالِحِهِمْ وَإِنْ جَهِلُوهُ وَكَرِهُوهُ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الِاسْتِغْنَاءِ بِاللَّهِ : التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ الْمُتَذَلِّلِينَ ، وَالتَّعَظُّمُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَتَرْكُ الْمُعَاشَرَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُسْتَكْبِرِينَ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْحَيَاءِ : وِجْدَانُ الْأُنْسِ بِفِقْدَانِ الْوَحْشَةِ ، وَالِامْتِلَاءُ مِنَ الْخَلْوَةِ بِإِدْمَانِ التَّفَكُّرِ ، وَاسْتِشْعَارُ الْهَيْبَةِ بِخَالِصِ الْمُرَاقَبَةِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْمَعْرِفَةِ : الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ ، وَالِانْقِطَاعُ إِلَى اللَّهِ ، وَالِافْتِخَارُ بِاللَّهِ . وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ التَّسْلِيمِ : مُقَابَلَةُ الْقَضَاءِ بِالرِّضَا ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ