أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْقَلَةَ بِالْمَعْلَاةِ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّغَارُ وَالْكِبَارُ ، " فَبَايَعَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الشَّهَادَةُ ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ : " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنِ الزَّنْجِيِّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيَّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْقَلَةَ بِالْمَعْلَاةِ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَاءَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّغَارُ وَالْكِبَارُ ، فَبَايَعَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الشَّهَادَةُ ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمَسْجِدُ السُّرُرِ ، وَهُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي يُسَمِّيهِ أَهْلُ مَكَّةَ مَسْجِدَ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ ، كَانَ بَنَاهُ , وَمَسْجِدٌ بِعَرَفَةَ عَنْ يَمِينِ الْمَوْقِفِ ، يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ ، وَلَيْسَ بِمَسْجِدِ عَرَفَةَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْإِمَامُ وَمَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ الْكَبْشِ بِمِنًى ، قَدْ كَتَبْتُ ذِكْرَهُ فِي مَوْضِعِ ذِكْرِ مِنًى ، وَمَا جَاءَ فِيهِ وَمَسْجِدٌ بِأَجْيَادٍ , وَمَوْضِعٌ فِيهِ يُقَالُ لَهُ الْمُتَّكَا ، سَمِعْتُ جَدِّي أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَيُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يُسْأَلَانِ عَنِ الْمُتَّكَا ، وَهَلْ يَصِحُّ عِنْدَهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اتَّكَأَ فِيهِ ، فَرَأَيْتُهُمَا يُنْكِرَانِ ذَلِكَ ، وَيَقُولَانِ : لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ ثَبْتٍ . قَالَ لِي جَدِّي : سَمِعْتُ الزَّنْجِيَّ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ سَالِمٍ الْقَدَّاحَ ، وَغَيْرَهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ : إِنَّ أَمْرَ الْمُتَّكَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ ، بَلْ يُضَعِّفُونَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَلَّى بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ , لَا يَثْبُتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ ، وَلَا يُوقَفُ عَلَيْهِ قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُثْبِتُ أَمْرَ الْمُتَّكَا , وَمَسْجِدٌ عَلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ ، يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ ، سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يُسْأَلُ عَنْهُ : هَلْ هُوَ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ؟ فَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ ذَلِكَ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا قِيلَ هَذَا حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ ، لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُثْبِتُهُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَسَأَلْتُ أَنَا جَدِّي عَنْهُ ، فَقَالَ لِي : مَتَى بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ ؟ إِنَّمَا بُنِيَ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُسْأَلُ عَنْهُ : أَهَذَا الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ؟ فَيُنْكِرُ ذَلِكَ ، وَيَقُولُ : بَلْ هُوَ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ الْقُبَيْسِيِّ ، لِإِنْسَانٍ كَانَ فِي جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ سَاسِيٍّ يَسْأَلُ عِنْدَهُ فَقُلْتُ لِجَدِّي : فَإِنِّي سَمِعْتُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ حِينَ أُمِرَ بِالْأَذَانِ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، صَعِدَ عَلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ ، فَأَذَّنَ فَوْقَهُ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : لَا ، لَعَمْرِي مَا بَيْنَ أَصْحَابِنَا اخْتِلَافٌ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ حِينَ أُمِرَ بِالْأَذَانِ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَامَ عَلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ، فَارْتَفَعَ بِهِ الْمَقَامُ حَتَّى صَارَ أَطْوَلَ مِنَ الْجِبَالِ ، وَأَشْرَفَ عَلَى مَا تَحْتَهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَجِيبُوا رَبَّكُمْ , قَالَ : وَقَدْ كُنْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ عِنْدَ مَوْضِعِ ذِكْرِ الْمَقَامِ مُفَسَّرًا وَمَسْجِدٌ بِذِي طُوًى ، بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ الْمُشْرِفَةِ عَلَى مَقْبَرَةِ مَكَّةَ ، وَبَيْنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى الْحَصْحَاصِ ، وَذَلِكَ الْمَسْجِدُ بَنَتْهُ زُبَيْدَةُ بِأَزَجٍ