• 18
  • عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ , قَالَ : " بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ ، إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لَا تَنْصَحُنِي وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ , أَمَّا صِنْفٌ مِنْهُمْ فَهُمْ أَشَدُّ الْأَصْنَافِ عَلَيْنَا نُقْبِلَ حَتَّى نَفْتِنَهُ وَنَسْتَمْكَنَ مِنْهُ ثُمَّ يَفْرُغُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةُ فَيفْسِدُ عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ نَعُودُ لَهُ فَيَعُودُ ، فَلَا نَحْنُ نَيْأَسَ مِنْهُ وَلَا نَحْنُ نُدْرِكَ مِنْهُ حَاجَتَنَا ، فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ فِي عَنَاءٍ . وَأَمَّا الصِّنْفُ الْآخَرُ فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ وَأَمَّا الصِّنْفَ الْآخَرَ فَهُمْ مِثْلُكَ مَعْصُومُونَ لَا نَقْدِرُ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ . فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : عَلَى ذَلِكَ هَلْ قَدَرْتَ مِنِّي عَلَى شَيْءٍ , قَالَ : لَا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّكَ قَدَّمْتَ طَعَامًا تَأْكُلُهُ فَلَمْ أَزَلْ أُشَهِّيهِ إِلَيْكَ حَتَّى أَكَلْتَ أَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُ فَنِمْتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ , وَلَمْ تَقُمْ إِلَى الصَّلَاةِ كَمَا كُنْتَ تَقُومَ إِلِيَهَا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : لَا جَرَمَ لَا شَبِعْتَ مِنْ طَعَامٍ أَبَدًا حَتَّى أَمُوتَ . فَقَالَ لَهُ الْخَبِيثُ : لَا جَرَمَ لَا نَصَحْتَ آدَمِيًّا بَعْدَكَ "

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ ، إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لَا تَنْصَحُنِي وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ , أَمَّا صِنْفٌ مِنْهُمْ فَهُمْ أَشَدُّ الْأَصْنَافِ عَلَيْنَا نُقْبِلَ حَتَّى نَفْتِنَهُ وَنَسْتَمْكَنَ مِنْهُ ثُمَّ يَفْرُغُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةُ فَيفْسِدُ عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ نَعُودُ لَهُ فَيَعُودُ ، فَلَا نَحْنُ نَيْأَسَ مِنْهُ وَلَا نَحْنُ نُدْرِكَ مِنْهُ حَاجَتَنَا ، فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ فِي عَنَاءٍ . وَأَمَّا الصِّنْفُ الْآخَرُ فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ وَأَمَّا الصِّنْفَ الْآخَرَ فَهُمْ مِثْلُكَ مَعْصُومُونَ لَا نَقْدِرُ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ . فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : عَلَى ذَلِكَ هَلْ قَدَرْتَ مِنِّي عَلَى شَيْءٍ , قَالَ : لَا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّكَ قَدَّمْتَ طَعَامًا تَأْكُلُهُ فَلَمْ أَزَلْ أُشَهِّيهِ إِلَيْكَ حَتَّى أَكَلْتَ أَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُ فَنِمْتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ , وَلَمْ تَقُمْ إِلَى الصَّلَاةِ كَمَا كُنْتَ تَقُومَ إِلِيَهَا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : لَا جَرَمَ لَا شَبِعْتَ مِنْ طَعَامٍ أَبَدًا حَتَّى أَمُوتَ . فَقَالَ لَهُ الْخَبِيثُ : لَا جَرَمَ لَا نَصَحْتَ آدَمِيًّا بَعْدَكَ

    تبدى: بدا : وضح وظهر
    جرم: لا جرم : هذه كلمة تَرِد بمعْنى تَحْقِيق الشَّيء. وقد اخْتُلف في تقديرها، فقِيل : أصْلُها التَّبْرِئة بمعنى لا بُدَّ، ثم اسْتُعْمِلت في معْنى حَقًّا. وقيل جَرَم بمعْنى كسَبَ. وقيل بمعْنى وجَبَ وحُقَّ.
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات