" كَانَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , وَأَخُوهُ عَلِيٌّ , وَكَانَ عَلِيٌّ يَفْضُلُ عَلَيْهِ , وَكَانَا يَقْرَأَانِ الْقُرْآنَ وَأُمُّهُمَا , يَتَعَاوَنُونَ عَلَى الْعِبَادَةِ بِاللَّيْلِ , لَا يَنَامُونَ , وَبِالنَّهَارِ لَا يُفْطِرُونَ , فَلَمَّا مَاتَتْ أُمُّهُمَا تَعَاوَنَا عَلَى الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ عَنْهُمَا وَعَنْ أُمِّهِمَا ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ قَامَ الْحَسَنُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَعَنْهُمَا ، وَكَانَ يُقَالُ لِلْحَسَنِ : حَيَّةَ الْوَادِي - يَعْنِي لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ - وَكَانَ يَقُولُ : إِنِّي أَسْتَحِييِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ أَنَامَ تَكَلُّفًا حَتَّى يَكُونَ النَّوْمُ هُوَ الَّذِي يَصِيرُ عَنِّي , فَإِذَا أَنَا نِمْتُ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ ثُمَّ عُدْتُ نَائِمًا فَلَا أَرْقَدَ اللَّهُ عَيْنِي , وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَيَجِيءُ إِلَيْهِ صَبِيُّهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَيَقُولُ : أَنَا جَائِعٌ , فَيُعَلِّلُهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَذْهَبَ الْخَادِمُ إِلَى السُّوقِ فَيَبِيعَ مَا غَزَلَتْ مَوْلَاتُهُ مِنَ اللَّيْلِ , وَيشْتَرَى قُطْنًا , وَيشْتَرَى شَيْئًا مِنَ الشَّعِيرِ , فَيَجِيءُ بِهِ فَتَطْحَنُهُ , ثُمَّ تَعْجِنُهُ , فَتَخْبِزُ مَا يَأْكُلُ الصِّبْيَانُ وَالْخَادِمُ , وَتُرْفَعُ لَهُ وَلِأَهْلِهِ لِإِفْطَارِهِمَا , فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، - إِمْلَاءً - ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ ، ثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , وَأَخُوهُ عَلِيٌّ , وَكَانَ عَلِيٌّ يَفْضُلُ عَلَيْهِ , وَكَانَا يَقْرَأَانِ الْقُرْآنَ وَأُمُّهُمَا , يَتَعَاوَنُونَ عَلَى الْعِبَادَةِ بِاللَّيْلِ , لَا يَنَامُونَ , وَبِالنَّهَارِ لَا يُفْطِرُونَ , فَلَمَّا مَاتَتْ أُمُّهُمَا تَعَاوَنَا عَلَى الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ عَنْهُمَا وَعَنْ أُمِّهِمَا ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ قَامَ الْحَسَنُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَعَنْهُمَا ، وَكَانَ يُقَالُ لِلْحَسَنِ : حَيَّةَ الْوَادِي - يَعْنِي لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ - وَكَانَ يَقُولُ : إِنِّي أَسْتَحِييِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ أَنَامَ تَكَلُّفًا حَتَّى يَكُونَ النَّوْمُ هُوَ الَّذِي يَصِيرُ عَنِّي , فَإِذَا أَنَا نِمْتُ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ ثُمَّ عُدْتُ نَائِمًا فَلَا أَرْقَدَ اللَّهُ عَيْنِي , وَكَانَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَيَجِيءُ إِلَيْهِ صَبِيُّهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَيَقُولُ : أَنَا جَائِعٌ , فَيُعَلِّلُهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَذْهَبَ الْخَادِمُ إِلَى السُّوقِ فَيَبِيعَ مَا غَزَلَتْ مَوْلَاتُهُ مِنَ اللَّيْلِ , وَيشْتَرَى قُطْنًا , وَيشْتَرَى شَيْئًا مِنَ الشَّعِيرِ , فَيَجِيءُ بِهِ فَتَطْحَنُهُ , ثُمَّ تَعْجِنُهُ , فَتَخْبِزُ مَا يَأْكُلُ الصِّبْيَانُ وَالْخَادِمُ , وَتُرْفَعُ لَهُ وَلِأَهْلِهِ لِإِفْطَارِهِمَا , فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ