• 800
  • ثنا هَاشِمٌ قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الصَّرْعَةُ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا عُمَرُ دَخَلَ عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ أَقْفَرْتَ أَفْوَاهَ وَلَدِكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ فَتَرَكْتَهُمْ عَالَةً لَا شَيْءَ لَهُمْ ، فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ أَوْ إِلَى نُظَرَائِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ ، قَالَ : فَقَالَ : أَسْنِدُونِي ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي أَقْفَرْتُ أَفْوَاهَ وَلَدِي مِنْ هَذَا الْمَالِ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ ، وَلَمْ أُعْطِهِمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ لَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ أَوْ إِلَى نُظَرَائِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَوَصِيِّي وَوَلِيِّي فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ، بَنِيَّ أَحَدُ رَجُلَيْنِ : إِمَّا رَجُلٌ يَتَّقِي فَسَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجًا ، وَإِمَّا رَجُلٌ مُكِبٌّ عَلَى الْمَعَاصِي فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُقَوِّيَهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ . ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : بِنَفْسِي الْفِتْيَةُ الَّذِينَ تَرَكْتُهُمْ عَيْلَى لَا شَيْءَ لَهُمْ ، بَلَى بِحَمْدِ اللَّهِ قَدْ تَرَكْتُهُمْ بِخَيْرٍ ، أَيْ بَنِيَّ إِنَّكُمْ لَنْ تَلْقَوْا أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ وَلَا مِنَ الْمُعَاهَدِينَ إِلَّا كَانَ لَكُمْ عَلَيْهِمْ حَقًّا ، أَيْ بَنِيَّ إِنَّ أَمَامَكُمْ مَيْلٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ ، بَيْنَ أَنْ تَسْتَغْنُوا وَيدْخُلَ أَبُوكُمُ النَّارَ ، وَأَنْ تَفْتَقِرُوا وَيَدْخُلَ أَبُوكُمُ الْجَنَّةَ ، فَكَانَ أَنْ تَفْتَقِرُوا وَيَدْخُلَ أَبُوكُمُ الْجَنَّةَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ تَسْتَغْنُوا وَيدْخُلَ النَّارَ ، قُومُوا عَصَمَكُمُ اللَّهُ "

    حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا هَاشِمٌ قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الصَّرْعَةُ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا عُمَرُ دَخَلَ عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ أَقْفَرْتَ أَفْوَاهَ وَلَدِكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ فَتَرَكْتَهُمْ عَالَةً لَا شَيْءَ لَهُمْ ، فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ أَوْ إِلَى نُظَرَائِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ ، قَالَ : فَقَالَ : أَسْنِدُونِي ثُمَّ قَالَ : أَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي أَقْفَرْتُ أَفْوَاهَ وَلَدِي مِنْ هَذَا الْمَالِ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ ، وَلَمْ أُعْطِهِمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ لَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ أَوْ إِلَى نُظَرَائِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَوَصِيِّي وَوَلِيِّي فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ، بَنِيَّ أَحَدُ رَجُلَيْنِ : إِمَّا رَجُلٌ يَتَّقِي فَسَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجًا ، وَإِمَّا رَجُلٌ مُكِبٌّ عَلَى الْمَعَاصِي فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُقَوِّيَهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ . ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : بِنَفْسِي الْفِتْيَةُ الَّذِينَ تَرَكْتُهُمْ عَيْلَى لَا شَيْءَ لَهُمْ ، بَلَى بِحَمْدِ اللَّهِ قَدْ تَرَكْتُهُمْ بِخَيْرٍ ، أَيْ بَنِيَّ إِنَّكُمْ لَنْ تَلْقَوْا أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ وَلَا مِنَ الْمُعَاهَدِينَ إِلَّا كَانَ لَكُمْ عَلَيْهِمْ حَقًّا ، أَيْ بَنِيَّ إِنَّ أَمَامَكُمْ مَيْلٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ ، بَيْنَ أَنْ تَسْتَغْنُوا وَيدْخُلَ أَبُوكُمُ النَّارَ ، وَأَنْ تَفْتَقِرُوا وَيَدْخُلَ أَبُوكُمُ الْجَنَّةَ ، فَكَانَ أَنْ تَفْتَقِرُوا وَيَدْخُلَ أَبُوكُمُ الْجَنَّةَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ تَسْتَغْنُوا وَيدْخُلَ النَّارَ ، قُومُوا عَصَمَكُمُ اللَّهُ

    عالة: العالة : جمع عائل وهو الفقير
    فذرفت: ذرفت العيون : سال منها الدمع
    المعاهدين: المعاهد : الذي بينك وبينه عهد وميثاق واتفاق ملزم بالأمان
    عصمكم: عصم : حمى ومنع وحفظ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات