• 427
  • عَنْ أَبِيهِ الْعَلَاءِ بْنِ كَرِيزٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ يَخِيلُ فِي مِشْيَتِهِ فَقَالَ : هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِرَاقِيًّا ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كُوفِيًّا ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ هَمْدَانَ ، ثُمَّ قَالَ : عَلِيَّ بِالرَّجُلِ ، فَأُتِي بِهِ فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : وَيْلَكَ ، دَعْنِي حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ نَفْسِي ، قَالَ : فَتَرَكَهُ هُنَيْهَةً ثُمَّ سَأَلَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : مِنْ أَيِّهِمْ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : أَيِّ أَهْلِ الْكُوفَةِ ؟ قَالَ : مِنْ هَمْدَانَ ، فَازْدَادَ عَجَبًا . فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُ دَهْرَهُ ، وَلَا أَدْرَكَ دَهْرِي ، وَلَقَدْ قَالَ النَّاسُ فِيهِ فَأَحْسَنُوا ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَذَلِكَ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عُمَرَ ؟ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُ دَهْرَهُ ، وَلَا أَدْرَكَ دَهْرِي ، وَلَقَدْ قَالَ فِيهِ نَاسٌ فَأَحْسَنُوا ، وَقَالَ فِيهِ نَاسٌ فَأَسَاءُوا ، وَعِنْدَ اللَّهِ عِلْمُهُ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عَلِيٍّ ؟ قَالَ : هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ ، قَالَ : سِبَّ عَلِيًّا ، قَالَ : لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ ، فَقَامَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ سَيْفٌ فَهَزَّهُ حَتَّى أَضَاءَ فِي يَدِهِ كَأَنَّهُ خَوْصَةٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، ثُمَّ نَادَى : وَيْلَكَ يَا سُلَيْمَانُ أَدْنِنِي مِنْكَ ، فَدَعَا بِهِ فَقَالَ : يَا سُلَيْمَانُ ، أَمَا تَرْضَى مِنِّي بِمَا رَضِيَ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ مِمَّنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فِيمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ عَلِيٍّ ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ رَضِيَ مِنْ عِيسَى وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي إِذْ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ شَرٌّ مِنْ عَلِيٍّ : {{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }} . قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْغَضَبِ يَنْحَدِرُ مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى صَارَ فِي طَرَفِ أَرْنَبَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : خَلِّيَا سَبِيلَهُ ، فَعَادَ إِلَى مِشْيَتِهِ ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ غَيْرَهُ ، وَإِذَا هُوَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رُزَيْقٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَلَاءِ بْنِ كَرِيزٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ يَخِيلُ فِي مِشْيَتِهِ فَقَالَ : هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِرَاقِيًّا ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كُوفِيًّا ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ هَمْدَانَ ، ثُمَّ قَالَ : عَلِيَّ بِالرَّجُلِ ، فَأُتِي بِهِ فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : وَيْلَكَ ، دَعْنِي حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ نَفْسِي ، قَالَ : فَتَرَكَهُ هُنَيْهَةً ثُمَّ سَأَلَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : مِنْ أَيِّهِمْ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : أَيِّ أَهْلِ الْكُوفَةِ ؟ قَالَ : مِنْ هَمْدَانَ ، فَازْدَادَ عَجَبًا . فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُ دَهْرَهُ ، وَلَا أَدْرَكَ دَهْرِي ، وَلَقَدْ قَالَ النَّاسُ فِيهِ فَأَحْسَنُوا ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَذَلِكَ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عُمَرَ ؟ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُ دَهْرَهُ ، وَلَا أَدْرَكَ دَهْرِي ، وَلَقَدْ قَالَ فِيهِ نَاسٌ فَأَحْسَنُوا ، وَقَالَ فِيهِ نَاسٌ فَأَسَاءُوا ، وَعِنْدَ اللَّهِ عِلْمُهُ ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عَلِيٍّ ؟ قَالَ : هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ ، قَالَ : سِبَّ عَلِيًّا ، قَالَ : لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، قَالَ : فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ ، فَقَامَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ سَيْفٌ فَهَزَّهُ حَتَّى أَضَاءَ فِي يَدِهِ كَأَنَّهُ خَوْصَةٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَتَسُبَّنَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسُبُّهُ ، ثُمَّ نَادَى : وَيْلَكَ يَا سُلَيْمَانُ أَدْنِنِي مِنْكَ ، فَدَعَا بِهِ فَقَالَ : يَا سُلَيْمَانُ ، أَمَا تَرْضَى مِنِّي بِمَا رَضِيَ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ مِمَّنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فِيمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ عَلِيٍّ ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ رَضِيَ مِنْ عِيسَى وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي إِذْ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ شَرٌّ مِنْ عَلِيٍّ : {{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }} . قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْغَضَبِ يَنْحَدِرُ مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى صَارَ فِي طَرَفِ أَرْنَبَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : خَلِّيَا سَبِيلَهُ ، فَعَادَ إِلَى مِشْيَتِهِ ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ غَيْرَهُ ، وَإِذَا هُوَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ

    هنيهة: الهنيهة : القليل من الزمان .
    أرنبته: الأرنبة : مقدم الأنف وأعلاه
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات