بَيْنَمَا عُمَرُ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ إِذْ مَرَّ بِامْرَأَةٍ فِي بَيْتٍ وَهِيَ تَقُولُ : {
} هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَاشْرَبَهَا {
}أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ {
}وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا ، فَقَالَ عُمَرُ : " أَمَا وَأَنَا وَاللَّهِ حَيٌّ فَلَا " . فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ فَقَالَ : اخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَلَحِقَ بِالْبَصْرَةِ فَنَزَلَ عَلَى مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ خَلِيفَةَ أَبِي مُوسَى وَكَانَتْ لِمُجَاشِعٍ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ شَابَّةٌ ، فَبَيْنَمَا الشَّيْخُ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ إِذَا كَتَبَ فِي الْأَرْضِ : أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكِ . فَقَالَتْ هِيَ وَهِيَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ : وَأَنَا وَاللَّهِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا قَالَ لَكِ ؟ فَقَالَتْ : قَالَ لِي مَا أَصْفَى لِقْحَتَكُمْ هَذِهِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا أَصْفَى لِقْحَتَكُمْ هَذِهِ ، وَأَنَا وَاللَّهِ ؟ مَا هَذِهِ لِهَذِهِ ، أَعْزِمُ عَلَيْكِ لَمَا أَخْبَرْتِينِي . قَالَتْ : أَمَّا إِذَا عَزَمْتَ فَإِنَّهُ قَالَ : مَا أَحْسَنَ شِوَارَ بَيْتِكُمْ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا أَحْسَنَ شِوَارِ بَيْتِكُمْ ، وَأَنَا وَاللَّهِ ؟ مَا هَذِهِ لِهَذِهِ ، ثُمَّ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ بِغُلَامٍ مِنَ الْمَكْتَبِ ، فَقَالَ اقْرَأْهُ ، فَقَالَ : أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : وَأَنَا وَاللَّهِ ، هَذِهِ لِهَذِهِ ، اعْتَدِّي ، تَزَوَّجْهَا يَا ابْنَ أَخِي إِنْ أَرَدْتَ ، وَكَانُوا لَا يَكْتُمُونَ مِنْ أُمَرَائِهِمْ شَيْئًا ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا أَخْرَجَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ خَيْرٍ اخْرُجْ عَنَّا ، فَأَتَى فَارِسَ وَعَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ فَنَزَلَ عَلَى دُهْقَانَةٍ فَأَعْجَبَهَا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو مُوسَى مِنْ خَيْرٍ ، اخْرُجْ عَنَّا . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا لَأَلْحَقَنَّ بِالشِّرْكِ . فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي مُوسَى وَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ ، فَكَتَبَ عُمَرُ : " أَنْ جُزُّوا شَعْرَهُ ، وَشَمِّرُوا قَمِيصَهُ ، وَأَلْزِمُوهُ الْمَسْجِدِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ ، وَابْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : بَيْنَمَا عُمَرُ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ إِذْ مَرَّ بِامْرَأَةٍ فِي بَيْتٍ وَهِيَ تَقُولُ : هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَاشْرَبَهَا أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَأَنَا وَاللَّهِ حَيٌّ فَلَا . فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ فَقَالَ : اخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَلَحِقَ بِالْبَصْرَةِ فَنَزَلَ عَلَى مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ خَلِيفَةَ أَبِي مُوسَى وَكَانَتْ لِمُجَاشِعٍ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ شَابَّةٌ ، فَبَيْنَمَا الشَّيْخُ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ إِذَا كَتَبَ فِي الْأَرْضِ : أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكِ . فَقَالَتْ هِيَ وَهِيَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ : وَأَنَا وَاللَّهِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا قَالَ لَكِ ؟ فَقَالَتْ : قَالَ لِي مَا أَصْفَى لِقْحَتَكُمْ هَذِهِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا أَصْفَى لِقْحَتَكُمْ هَذِهِ ، وَأَنَا وَاللَّهِ ؟ مَا هَذِهِ لِهَذِهِ ، أَعْزِمُ عَلَيْكِ لَمَا أَخْبَرْتِينِي . قَالَتْ : أَمَّا إِذَا عَزَمْتَ فَإِنَّهُ قَالَ : مَا أَحْسَنَ شِوَارَ بَيْتِكُمْ . فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا أَحْسَنَ شِوَارِ بَيْتِكُمْ ، وَأَنَا وَاللَّهِ ؟ مَا هَذِهِ لِهَذِهِ ، ثُمَّ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ بِغُلَامٍ مِنَ الْمَكْتَبِ ، فَقَالَ اقْرَأْهُ ، فَقَالَ : أَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكِ . فَقَالَ الشَّيْخُ : وَأَنَا وَاللَّهِ ، هَذِهِ لِهَذِهِ ، اعْتَدِّي ، تَزَوَّجْهَا يَا ابْنَ أَخِي إِنْ أَرَدْتَ ، وَكَانُوا لَا يَكْتُمُونَ مِنْ أُمَرَائِهِمْ شَيْئًا ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا أَخْرَجَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ خَيْرٍ اخْرُجْ عَنَّا ، فَأَتَى فَارِسَ وَعَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ فَنَزَلَ عَلَى دُهْقَانَةٍ فَأَعْجَبَهَا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبُو مُوسَى مِنْ خَيْرٍ ، اخْرُجْ عَنَّا . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا لَأَلْحَقَنَّ بِالشِّرْكِ . فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي مُوسَى وَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ ، فَكَتَبَ عُمَرُ : أَنْ جُزُّوا شَعْرَهُ ، وَشَمِّرُوا قَمِيصَهُ ، وَأَلْزِمُوهُ الْمَسْجِدِ