سَمِعْتُ وَهْبًا قَالَ لِعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ : " كَانَ الْعُلَمَاءُ قَبْلَنَا قَدِ اسْتَغْنَوْا بِعِلْمِهِمْ عَنْ دُنْيَا غَيْرِهِمْ , فَكَانُوا لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى دُنْيَا غَيْرِهِمْ ، وَكَانَ أَهْلُ الدُّنْيَا يَبْذُلُونَ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ رَغْبَةً فِي عِلْمِهِمْ ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْيَوْمَ فِينَا يَبْذُلُونَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا عِلْمَهُمْ رَغْبَةً فِي دُنْيَاهُمْ ، وَأَصْبَحَ أَهْلُ الدُّنْيَا قَدْ زَهِدُوا فِي عِلْمِهِمْ لِمَا رَأَوْا مِنْ سُوءِ مَوْضِعِهِمْ عِنْدَهُمْ ، فَإِيَّاكَ وَأَبْوَابَ السَّلَاطِينِ ، فَإِنَّ عِنْدَ أَبْوَابِهِمْ فِتَنًا كَمَبَارِكِ الْإِبِلِ ، لَا تُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا وَأَصَابَكَ مِنْ دِينِكَ مِثْلُهُ . ثُمَّ قَالَ : يَا عَطَاءُ ، إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَكُلُّ عَيْشِكَ يَكْفِيكَ ، وَإِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْءٌ يَكْفِيكَ ، إِنَّمَا بَطْنُكَ بَحْرٌ مِنَ الْبُحُورِ ، وَوَادٍ مِنَ الْأَوْدِيَةِ ، لَا يَسَعُهُ إِلَّا التُّرَابُ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبًا قَالَ لِعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ : كَانَ الْعُلَمَاءُ قَبْلَنَا قَدِ اسْتَغْنَوْا بِعِلْمِهِمْ عَنْ دُنْيَا غَيْرِهِمْ , فَكَانُوا لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى دُنْيَا غَيْرِهِمْ ، وَكَانَ أَهْلُ الدُّنْيَا يَبْذُلُونَ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ رَغْبَةً فِي عِلْمِهِمْ ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْيَوْمَ فِينَا يَبْذُلُونَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا عِلْمَهُمْ رَغْبَةً فِي دُنْيَاهُمْ ، وَأَصْبَحَ أَهْلُ الدُّنْيَا قَدْ زَهِدُوا فِي عِلْمِهِمْ لِمَا رَأَوْا مِنْ سُوءِ مَوْضِعِهِمْ عِنْدَهُمْ ، فَإِيَّاكَ وَأَبْوَابَ السَّلَاطِينِ ، فَإِنَّ عِنْدَ أَبْوَابِهِمْ فِتَنًا كَمَبَارِكِ الْإِبِلِ ، لَا تُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا وَأَصَابَكَ مِنْ دِينِكَ مِثْلُهُ . ثُمَّ قَالَ : يَا عَطَاءُ ، إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَكُلُّ عَيْشِكَ يَكْفِيكَ ، وَإِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْءٌ يَكْفِيكَ ، إِنَّمَا بَطْنُكَ بَحْرٌ مِنَ الْبُحُورِ ، وَوَادٍ مِنَ الْأَوْدِيَةِ ، لَا يَسَعُهُ إِلَّا التُّرَابُ