• 1957
  • سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : " لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا ، فَقَالَ : يَا رَاهِبُ ، كَيْفَ صَلَاتُكَ ؟ قَالَ الْرَّاهِبُ : مَا أَحْسِبُ أَحَدًا سَمِعَ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَأَتَى عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا ، قَالَ : فَكَيْفَ ذِكْرُكَ الْمَوْتَ ؟ قَالَ : مَا أَرْفَعُ قَدَمًا ، وَلَا أَضَعُ أُخْرَى ، إِلَّا رَأَيْتُ أَنِّيَ مَيِّتٌ ، قَالَ الرَّاهِبُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأُصَلِّي وَأَبْكِي حَتَّى يَنْبُتَ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي . قَالَ الرَّاهِبُ : أَمَا إِنَّكَ إِنْ بِتَّ تَضْحَكُ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتِكَ ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ وَأَنْتَ مُرَائِي بِعَمَلِكَ ، فَإِنَّ الْمُرَائِيَ لَا يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ : فَأَوْصِنِي ، فَإِنِّي أَرَاكَ حَكِيمًا . قَالَ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا تُنَازِعْ أَهْلَهَا فِيهَا ، وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ ، إِذَا أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ رُفِعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ ، وَانْصَحْ لِلَّهِ نُصْحَ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ ، يُجِيعُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَنْصَحَ لَهُمْ . قَالَ : فَكَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ : وَاسَوْأَتَاهُ إِذَا كَانَ الْكَلْبُ أَنْصَحَ لِأَهْلِهِ مِنْكَ لِلَّهِ "

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَشِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْخَبِيرِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا ، فَقَالَ : يَا رَاهِبُ ، كَيْفَ صَلَاتُكَ ؟ قَالَ الْرَّاهِبُ : مَا أَحْسِبُ أَحَدًا سَمِعَ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَأَتَى عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا ، قَالَ : فَكَيْفَ ذِكْرُكَ الْمَوْتَ ؟ قَالَ : مَا أَرْفَعُ قَدَمًا ، وَلَا أَضَعُ أُخْرَى ، إِلَّا رَأَيْتُ أَنِّيَ مَيِّتٌ ، قَالَ الرَّاهِبُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأُصَلِّي وَأَبْكِي حَتَّى يَنْبُتَ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي . قَالَ الرَّاهِبُ : أَمَا إِنَّكَ إِنْ بِتَّ تَضْحَكُ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتِكَ ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ وَأَنْتَ مُرَائِي بِعَمَلِكَ ، فَإِنَّ الْمُرَائِيَ لَا يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ : فَأَوْصِنِي ، فَإِنِّي أَرَاكَ حَكِيمًا . قَالَ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا تُنَازِعْ أَهْلَهَا فِيهَا ، وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ ، إِذَا أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ رُفِعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ ، وَانْصَحْ لِلَّهِ نُصْحَ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ ، يُجِيعُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَنْصَحَ لَهُمْ . قَالَ : فَكَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ : وَاسَوْأَتَاهُ إِذَا كَانَ الْكَلْبُ أَنْصَحَ لِأَهْلِهِ مِنْكَ لِلَّهِ . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ ، ثنا قَبِيصَةُ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ عَنْ وَهْبٍ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ : يَا رَاهِبُ ، كَيْفَ دَأْبُ نَشَاطِكَ ؟ فَذَكَرَ مِثْلَهُ