عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ حَيٌّ يُقَالُ لَهُمُ الْعَمَالِيقُ ، فَكَانُوا فِي عِزَّةٍ وَكَثْرَةٍ وَثَرْوَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ مِنْ خَيْلٍ وَإِبِلٍ وَمَاشِيَةٍ ، وَكَانَتْ تَرْعَى بِمَكَّةَ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ مُرٍّ وَنَعْمَانَ وَمَا حَوْلَ ذَلِكَ ، وَكَانَتِ الْخُرَفُ عَلَيْهِمْ مُظِلَّةً ، وَالْأَرْبِعَةُ مُغْدِقَةً ، وَالْأَوْدِيَةُ نِجَالًا ، وَالْعِضَاهُ مُلْتَفَّةً ، وَالْأَرْضُ مُبْقِلَةً ، وَكَانُوا فِي عَيْشٍ رَخِيٍّ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمُ الْبَغْيُ وَالْإِسْرَافُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَالْإِلْحَادُ بِالظُّلْمِ ، وَإِظْهَارُ الْمَعَاصِي ، وَالِاضْطِهَادُ لِمَنْ قَارَبَهُمْ ، وَلَمْ يَقْبَلُوا مَا أُوتُوا بِشُكْرِ اللَّهِ ، حَتَّى سَلَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ ، فَنَقَصَهُمْ بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنْهُمْ ، وَتَسْلِيطِ الْجَدْبِ عَلَيْهِمْ ، فَكَانُوا يُكْرُونَ بِمَكَّةَ الظِّلَّ ، وَيَبِيعُونَ الْمَاءَ ، فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَكَّةَ بِالذَّرِّ سَلَّطَهُ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ ، فَكَانُوا حَوْلَهُ ، ثُمَّ سَاقَهُمُ اللَّهُ بِالْجَدْبِ ، يَضَعُ الْغَيْثَ أَمَامَهُمْ ، وَيَسُوقُهُمْ بِالْجَدْبِ ، حَتَّى أَلْحَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَسَاقِطِ رُؤُوسِ آبَائِهِمْ ، وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا مِنْ حِمْيَرٍ ، فَلَمَّا دَخَلُوا بِلَادَ الْيَمَنِ تَفَرَّقُوا وَهَلَكُوا ، فَأَبْدَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْحَرَمَ بَعْدَهُمْ بِجُرْهُمٍ ، فَكَانُوا سُكَّانَهُ ، حَتَّى بَغَوْا فِيهِ وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ ، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعًا "
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ حَيٌّ يُقَالُ لَهُمُ الْعَمَالِيقُ ، فَكَانُوا فِي عِزَّةٍ وَكَثْرَةٍ وَثَرْوَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ مِنْ خَيْلٍ وَإِبِلٍ وَمَاشِيَةٍ ، وَكَانَتْ تَرْعَى بِمَكَّةَ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ مُرٍّ وَنَعْمَانَ وَمَا حَوْلَ ذَلِكَ ، وَكَانَتِ الْخُرَفُ عَلَيْهِمْ مُظِلَّةً ، وَالْأَرْبِعَةُ مُغْدِقَةً ، وَالْأَوْدِيَةُ نِجَالًا ، وَالْعِضَاهُ مُلْتَفَّةً ، وَالْأَرْضُ مُبْقِلَةً ، وَكَانُوا فِي عَيْشٍ رَخِيٍّ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمُ الْبَغْيُ وَالْإِسْرَافُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَالْإِلْحَادُ بِالظُّلْمِ ، وَإِظْهَارُ الْمَعَاصِي ، وَالِاضْطِهَادُ لِمَنْ قَارَبَهُمْ ، وَلَمْ يَقْبَلُوا مَا أُوتُوا بِشُكْرِ اللَّهِ ، حَتَّى سَلَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ ، فَنَقَصَهُمْ بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنْهُمْ ، وَتَسْلِيطِ الْجَدْبِ عَلَيْهِمْ ، فَكَانُوا يُكْرُونَ بِمَكَّةَ الظِّلَّ ، وَيَبِيعُونَ الْمَاءَ ، فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَكَّةَ بِالذَّرِّ سَلَّطَهُ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ ، فَكَانُوا حَوْلَهُ ، ثُمَّ سَاقَهُمُ اللَّهُ بِالْجَدْبِ ، يَضَعُ الْغَيْثَ أَمَامَهُمْ ، وَيَسُوقُهُمْ بِالْجَدْبِ ، حَتَّى أَلْحَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَسَاقِطِ رُؤُوسِ آبَائِهِمْ ، وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا مِنْ حِمْيَرٍ ، فَلَمَّا دَخَلُوا بِلَادَ الْيَمَنِ تَفَرَّقُوا وَهَلَكُوا ، فَأَبْدَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْحَرَمَ بَعْدَهُمْ بِجُرْهُمٍ ، فَكَانُوا سُكَّانَهُ ، حَتَّى بَغَوْا فِيهِ وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ ، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعًا