• 2164
  • عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ : تَفَرَّقُوا ، وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ فَأَحْبَبْتُهُ ، فَفَقَدْتُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا أَعْرِفُهُ ، ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ . قُلْتُ : فَتَعْلَمُ مَنْزِلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، فَجَعَلْتُ أَبْتَغِيهِ حَتَّى ضَرَبْتُ حُجْرَتَهُ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، مَا حَبَسَكَ عَنَّا ؟ قَالَ : الْعُرْيُ . وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيُؤْذُونَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونِي إِذَا رَأَوْهُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، قَالُوا : مَنْ تَرَوْنَ خَدَعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا ؟ قَالَ : فَجَاءَ فَوَضَعَهُ ، قَالَ : أَتَرَى ؟ قَالَ أُسَيْرٌ : فَأَتَيْتُ الْمَجْلِسَ ، فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ؟ قَدْ آذَيْتُمُ الرَّجُلَ ، يَعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي مَرَّةً . فَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَقُضِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ ، فَوَفَدَ رَجُلٌ مَعَهُمْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ ؟ قَالَ : فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ ، لَا يَدَعُ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَأْمُرُوهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكُمْ ، قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا ، قَالَ : قُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنَ الْيَمَنِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : أُوَيْسٌ ، قَالَ : فَمَنْ تَرَكْتَ ، قَالَ : أُمًّا لِي ، قَالَ : أَكَانَ بِكَ وَضَحٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَ بِهِ عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : أَوَيَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقُنِي ، قَالَ : فَانْمَلَسَ مِنِّي ، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ ، قَالَ : فَجَعَلَ ذَاكَ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ بِهِ وَيَحْقِرُهُ يَقُولُ : مَا هُوَ فِينَا وَمَا نَعْرِفُهُ ، قَالَ عُمَرُ : بَلَى ، إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا . كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ ، قَالَ : فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ نَسْخَرُ بِهِ ، قَالَ : أَدْرِكْهُ ، وَلَا أُرَاكَ تُدْرِكُهُ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ : مَا هَذَا بِعَادَتِكَ ، فَمَا بَدَا لَكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ ، قَالَ : لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ ، وَلَا أَنْ تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ ، قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ أُسَيْرٌ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ فَشَا أَمْرُهُ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ أُسَيْرٌ : فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، أَلَا أَرَاكَ الْعُجْبُ وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ ؟ قَالَ : فَمَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ، قَالَ : ثُمَّ انْمَلَسَ مِنْهُمْ فَذَهَبَ

    أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ : تَفَرَّقُوا ، وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ فَأَحْبَبْتُهُ ، فَفَقَدْتُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا أَعْرِفُهُ ، ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ . قُلْتُ : فَتَعْلَمُ مَنْزِلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، فَجَعَلْتُ أَبْتَغِيهِ حَتَّى ضَرَبْتُ حُجْرَتَهُ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، مَا حَبَسَكَ عَنَّا ؟ قَالَ : الْعُرْيُ . وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيُؤْذُونَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونِي إِذَا رَأَوْهُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، قَالُوا : مَنْ تَرَوْنَ خَدَعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا ؟ قَالَ : فَجَاءَ فَوَضَعَهُ ، قَالَ : أَتَرَى ؟ قَالَ أُسَيْرٌ : فَأَتَيْتُ الْمَجْلِسَ ، فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ؟ قَدْ آذَيْتُمُ الرَّجُلَ ، يَعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي مَرَّةً . فَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَقُضِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ ، فَوَفَدَ رَجُلٌ مَعَهُمْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ ؟ قَالَ : فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ ، لَا يَدَعُ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَأْمُرُوهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكُمْ ، قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا ، قَالَ : قُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنَ الْيَمَنِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : أُوَيْسٌ ، قَالَ : فَمَنْ تَرَكْتَ ، قَالَ : أُمًّا لِي ، قَالَ : أَكَانَ بِكَ وَضَحٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَ بِهِ عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : أَوَيَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقُنِي ، قَالَ : فَانْمَلَسَ مِنِّي ، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ ، قَالَ : فَجَعَلَ ذَاكَ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ بِهِ وَيَحْقِرُهُ يَقُولُ : مَا هُوَ فِينَا وَمَا نَعْرِفُهُ ، قَالَ عُمَرُ : بَلَى ، إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا . كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ ، قَالَ : فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ نَسْخَرُ بِهِ ، قَالَ : أَدْرِكْهُ ، وَلَا أُرَاكَ تُدْرِكُهُ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ : مَا هَذَا بِعَادَتِكَ ، فَمَا بَدَا لَكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ ، قَالَ : لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ ، وَلَا أَنْ تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ ، قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ أُسَيْرٌ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ فَشَا أَمْرُهُ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ أُسَيْرٌ : فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، أَلَا أَرَاكَ الْعُجْبُ وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ ؟ قَالَ : فَمَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ، قَالَ : ثُمَّ انْمَلَسَ مِنْهُمْ فَذَهَبَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ