عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ كَنِيسَةً مِنْ بَعْضِ كَنَائِسِ الشَّامِ ، فَنَظَرَ إِلَى تَمَاثِيلَ مُصَوَّرَةٍ ، فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ لَهُ : هَذِهِ صُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، فَطَفِقُوا يُخْبِرُونَهُ بِاسْمِ نَبِيٍّ نَبِيٍّ فِي أَوَّلِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَيْنَ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : لَيْسَ تَحْصُلُ صُورَتُهُ فِي كَنَائِسِنَا . قَالَ : فَنَظَرَ أَثَرَ عِيسَى تَابُوتًا مُطْبَقًا ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : فَمَا تَحْتَ هَذَا التَّابُوتِ ؟ قَالُوا : لَا نَدْرِي . فَأَمَرَ بِالتَّابُوتِ فَكَسَرُوهُ ، فَإِذَا تَحْتَهُ رَجُلَانِ ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَانِ ؟ قَالُوا : لَا نَدْرِي مَا نَعْرِفُهُمَا . قَالَ : فَمَنْ يَعْرِفُهُمُا ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِوَاحِدٍ مِنْ كُبَرَائِهِمْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ ، فَضَحِكَ ، فَاسْتَحْلَفَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَزَمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الْعَرَبِ ، وَهَذَا صَاحِبُهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَقَدْ كُنَّا نَكْرَهُ أَنْ تَعْرِفُوا هَذَا . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَنْ صَاحِبُهُ فِي كِتَابِكُمْ ؟ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ . قَالَ : وَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَى رُؤُوسِهِمَا كِتَابًا ، فَدَعَا مَنْ يَقْرَؤُهُ ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ غَطَّيْتُمُوهُمَا وَلَمْ تُظْهِرُوهُمَا كَغَيْرِهِمَا ؟ قَالَ : حَسَدًا لَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ
أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ : أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : نا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ كَنِيسَةً مِنْ بَعْضِ كَنَائِسِ الشَّامِ ، فَنَظَرَ إِلَى تَمَاثِيلَ مُصَوَّرَةٍ ، فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ لَهُ : هَذِهِ صُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، فَطَفِقُوا يُخْبِرُونَهُ بِاسْمِ نَبِيٍّ نَبِيٍّ فِي أَوَّلِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَيْنَ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : لَيْسَ تَحْصُلُ صُورَتُهُ فِي كَنَائِسِنَا . قَالَ : فَنَظَرَ أَثَرَ عِيسَى تَابُوتًا مُطْبَقًا ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : فَمَا تَحْتَ هَذَا التَّابُوتِ ؟ قَالُوا : لَا نَدْرِي . فَأَمَرَ بِالتَّابُوتِ فَكَسَرُوهُ ، فَإِذَا تَحْتَهُ رَجُلَانِ ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَانِ ؟ قَالُوا : لَا نَدْرِي مَا نَعْرِفُهُمَا . قَالَ : فَمَنْ يَعْرِفُهُمُا ؟ فَأَخْبَرُوهُ بِوَاحِدٍ مِنْ كُبَرَائِهِمْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ ، فَضَحِكَ ، فَاسْتَحْلَفَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَزَمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَبِيِّ الْعَرَبِ ، وَهَذَا صَاحِبُهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَقَدْ كُنَّا نَكْرَهُ أَنْ تَعْرِفُوا هَذَا . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَنْ صَاحِبُهُ فِي كِتَابِكُمْ ؟ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ . قَالَ : وَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَى رُؤُوسِهِمَا كِتَابًا ، فَدَعَا مَنْ يَقْرَؤُهُ ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ غَطَّيْتُمُوهُمَا وَلَمْ تُظْهِرُوهُمَا كَغَيْرِهِمَا ؟ قَالَ : حَسَدًا لَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ