• 1918
  • عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ اسْتَخْفَى عَلِيٌّ فِي دَارٍ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ الدَّارَ ، فَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ لِيُبَايِعُوهُ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا ، وَقَالُوا : نُبَايِعُكَ . قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، عَلَيْكُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ . قَالَ : فَانْطَلِقْ إِذًا مَعَنَا . قَالَ لِي أَبُو أَرْوَى السَّدُوسِيُّ : لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ . فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا مَعَهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْنَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا لِيُبَايِعُونِي ، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي بَيْعَتِهِمْ ، فَابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ : أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي وَأَحَقُّ ؛ لِسَابِقَتِكَ وَقَرَابَتِكَ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ لَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَنْ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَخَافُ أَنْ تَنْكُثَ بَيْعَتِي وَتَغْدِرَ بِي . قَالَ : لَا تَخَافَنَّ ذَلِكَ ، فَوَاللَّهِ لَا تَرَى مِنْ قِبَلِي أَبَدًا شَيْئًا تَكْرَهُهُ . قَالَ : اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ كَفِيلٌ . قَالَ : اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ كَفِيلٌ . قَالَ : ثُمَّ أَتَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، وَنَحْنُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِطَلْحَةَ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي رَدَّ عَلَيْهِ طَلْحَةُ ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَخَذَ لِقَاحًا لِعُثْمَانَ ، وَمَفَاتِيحَ بَيْتِ الْمَالِ ، وَكَانَ النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لِيُبَايِعُوهُ ، وَلَمْ يَفْعَلُوا ، فَضَرَبَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بِسَرِفَ ، فَقَالَتْ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى إِصْبَعِهِ تُبَايِعُ بِخِبٍّ وَغَرَرٍ . قَالَ سَالِمٌ : وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ قَالُوا لَهُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ ، وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَامٍ ، وَلَا نَجِدُ لِهَذَا الْأَمْرِ أَحَقَّ مِنْكَ ، وَلَا أَقْدَمَ سَابِقَةً ، وَلَا أَقْرَبَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمًا مِنْكَ . قَالَ : لَا تَفْعَلُوا ، فَإِنِّي وَزِيرٌ خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيرًا . قَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِفَاعِلِينَ أَبَدًا حَتَّى نُبَايِعَكَ . وَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ ، فَلَّمَا رَأَى ذَلَكَ قَالَ : إِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ فِي خَلْوَةٍ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا . وَأَمَرَ مُنَادِيًا ، فَنَادَى : الْمَسْجِدَ الْمَسْجِدَ ، فَخَرَجَ ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : حَقٌّ وَبَاطِلٌ ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ ، فَلَئِنْ كَثُرَ الْبَاطِلُ لَقَدْ نَمَا بِمَا فُعِلَ ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ ، وَلَرُبَّمَا وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ ، وَلَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ ، وَمَا عَلَيَّ إِلَّا الْجَهْدُ ، سَبَقَ الرَّجُلَانِ ، وَقَامَ الثَّالِثُ ثَلَاثَةٍ ، وَاثْنَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا سَادِسٌ ، مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ ، وَصِدِّيقٌ نَجَا ، وَسَاعٍ مُجْتَهِدٌ ، وَطَالِبٌ يَرْجُو أَثَرَ السَّادِسِ ، هَلَكَ مَنِ ادَّعَى ، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى ، الْيَمِينُ وَالشِّمَالُ مَضَلَّةٌ ، وَالْوُسْطَى الْجَادَّةُ مَنْهَجٌ عَلَيْهِ بِمَا فِي الْكِتَابِ وَآثَارِ النُّبُوَّةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّوْطِ وَالسَّيْفِ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا عِنْدَنَا هَوَادَةٌ ، فَاسْتَتِرُوا بِسَوْآتِكُمْ ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ، وَتَعَاطَوُا الْحَقَّ فِيمَا بَيْنَكُمْ ، فَمَنْ أَبْرَزَ صَفْحَتَهُ مُعَانِدًا لِلْحَقِّ هَلَكَ ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ . فَهِيَ أَوَّلُ خِطْبَةٍ خَطَبَهَا بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ

    أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي ، قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : نا أَبُو حَمْزَةَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ اسْتَخْفَى عَلِيٌّ فِي دَارٍ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ الدَّارَ ، فَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ لِيُبَايِعُوهُ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا ، وَقَالُوا : نُبَايِعُكَ . قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، عَلَيْكُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ . قَالَ : فَانْطَلِقْ إِذًا مَعَنَا . قَالَ لِي أَبُو أَرْوَى السَّدُوسِيُّ : لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ . فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا مَعَهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْنَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا لِيُبَايِعُونِي ، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي بَيْعَتِهِمْ ، فَابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ : أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي وَأَحَقُّ ؛ لِسَابِقَتِكَ وَقَرَابَتِكَ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ لَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَنْ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَخَافُ أَنْ تَنْكُثَ بَيْعَتِي وَتَغْدِرَ بِي . قَالَ : لَا تَخَافَنَّ ذَلِكَ ، فَوَاللَّهِ لَا تَرَى مِنْ قِبَلِي أَبَدًا شَيْئًا تَكْرَهُهُ . قَالَ : اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ كَفِيلٌ . قَالَ : اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ كَفِيلٌ . قَالَ : ثُمَّ أَتَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، وَنَحْنُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِطَلْحَةَ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي رَدَّ عَلَيْهِ طَلْحَةُ ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَخَذَ لِقَاحًا لِعُثْمَانَ ، وَمَفَاتِيحَ بَيْتِ الْمَالِ ، وَكَانَ النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لِيُبَايِعُوهُ ، وَلَمْ يَفْعَلُوا ، فَضَرَبَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بِسَرِفَ ، فَقَالَتْ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى إِصْبَعِهِ تُبَايِعُ بِخِبٍّ وَغَرَرٍ . قَالَ سَالِمٌ : وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ قَالُوا لَهُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ ، وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَامٍ ، وَلَا نَجِدُ لِهَذَا الْأَمْرِ أَحَقَّ مِنْكَ ، وَلَا أَقْدَمَ سَابِقَةً ، وَلَا أَقْرَبَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمًا مِنْكَ . قَالَ : لَا تَفْعَلُوا ، فَإِنِّي وَزِيرٌ خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيرًا . قَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِفَاعِلِينَ أَبَدًا حَتَّى نُبَايِعَكَ . وَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ ، فَلَّمَا رَأَى ذَلَكَ قَالَ : إِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ فِي خَلْوَةٍ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا . وَأَمَرَ مُنَادِيًا ، فَنَادَى : الْمَسْجِدَ الْمَسْجِدَ ، فَخَرَجَ ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : حَقٌّ وَبَاطِلٌ ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ ، فَلَئِنْ كَثُرَ الْبَاطِلُ لَقَدْ نَمَا بِمَا فُعِلَ ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ ، وَلَرُبَّمَا وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ ، وَلَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ ، وَمَا عَلَيَّ إِلَّا الْجَهْدُ ، سَبَقَ الرَّجُلَانِ ، وَقَامَ الثَّالِثُ ثَلَاثَةٍ ، وَاثْنَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا سَادِسٌ ، مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ ، وَصِدِّيقٌ نَجَا ، وَسَاعٍ مُجْتَهِدٌ ، وَطَالِبٌ يَرْجُو أَثَرَ السَّادِسِ ، هَلَكَ مَنِ ادَّعَى ، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى ، الْيَمِينُ وَالشِّمَالُ مَضَلَّةٌ ، وَالْوُسْطَى الْجَادَّةُ مَنْهَجٌ عَلَيْهِ بِمَا فِي الْكِتَابِ وَآثَارِ النُّبُوَّةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّوْطِ وَالسَّيْفِ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا عِنْدَنَا هَوَادَةٌ ، فَاسْتَتِرُوا بِسَوْآتِكُمْ ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ، وَتَعَاطَوُا الْحَقَّ فِيمَا بَيْنَكُمْ ، فَمَنْ أَبْرَزَ صَفْحَتَهُ مُعَانِدًا لِلْحَقِّ هَلَكَ ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ . فَهِيَ أَوَّلُ خِطْبَةٍ خَطَبَهَا بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ

    الجهد: الجُهْد والجَهْد : بالضم هو الوُسْع والطَّاقة، وبالفَتْح : المَشَقَّة. وقيل المُبَالَغة والْغَايَة. وقيل هُمَا لُغتَان في الوُسْع والطَّاقَة، فأمَّا في المشَقَّة والْغَاية فالفتح لا غير
    ميثاقه: الميثاق : العهد
    هوادة: الهوادة : اللين ، وما يرجى به الصلاح بين القوم ، والسكون والرخصة والمحاباة
    لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، عَلَيْكُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ . قَالَ
    حديث رقم: 937 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَضَائِلُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ
    حديث رقم: 1194 في الشريعة للآجري كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْخِلَافَةِ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِمَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِهَا , وَمَا شَرَّفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ السَّوَابِقِ الشَّرِيفَةِ , وَعَظِيمِ الْقَدْرِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِنْدَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعِنْدَ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَعِنْدَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ جُمِعَ لَهُ الشَّرَفُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ , لَيْسَ مِنْ خَصْلَةٍ شَرِيفَةٍ إِلَّا وَقَدْ خَصَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا : ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ , وَأَخُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَزَوْجُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَيْحَانَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مُحِبًّا , وَفَارِسُ الْعَرَبِ وَمُفَرِّجُ الْكَرْبِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ بِالْمُبَاهَلَةِ لِأَهْلِ الْكِتَابِ لَمَّا دَعَوهُ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ , فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ فَأَبْنَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُكُمْ : فَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَنِسَاؤُنَا وَنِسَاؤُكُمْ : فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَنْفُسُنَا وَأَنْفُسُكُمْ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ , وَذَلِكَ يَوْمَ خَيْبَرَ ؛ فَفَتَحَ اللَّهُ الْكَرِيمُ عَلَى يَدَيْهِ , وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُحِبٌّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ مُحِبَّانِ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَرَوَى بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ , وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ إِنَّكَ يَا عَلِيٌّ مِنْهُمْ , إِنَّكَ يَا عَلِيٌّ مِنْهُمْ , إِنَّكُ يَا عَلِيٌّ مِنْهُمْ ثَلَاثًا , وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ , وَلَا امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ امْرَأَتِهِ وَرُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُحِبَّ عَلِيًّا وَتُحِبَّ مَنْ يُحِبُّ عَلِيًّا وَرَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَيْرٍ جَبَلَيٍّ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ , ائْتِنِي بِرَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَعُ الْبَابَ , فَقَالَ أَنَسٌ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ , ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ , فَقَالَ : يَا أَنَسُ , أَدْخِلْهُ , فَقَدْ عَنِيتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ ؛ إِلَيَّ اللَّهُمَّ ؛ إِلَيَّ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَذَلِكَ لَمَّا خَلَّفَهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَلَامًا لَمْ يُحْسِنْ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا خَلَّفْتُكَ عَلَى أَهْلِي فَهَلَّا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلَيُّ مَوْلَاهُ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ آذَى عَلِيَّا فَقَدْ آذَانِي وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : مَا كُنَّا نَعْرِفُ مُنَافِقِينَا مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُبُلِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لِي : أَيُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ ؟ فَقُلْتُ : مُعَاذَ اللَّهِ فَقَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي وَلَمَّا آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَاضِرٌ لَمْ يُؤَاخِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِي , فَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى , غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي , وَأَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا زَوَّجَهَا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَسَيِّدًا فِي الْآخِرَةِ وَرَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ , فَخَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قُلْنَا : بَلَى . قَالَ : خِيَارُكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ قَالَ وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَقُّ مَعَ ذَا الْحَقُّ مَعَ ذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَمَنَاقِبُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفَضَائِلُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى , وَلَقَدْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقِتَالِ الْخَوَارِجِ , وَجَعَلَ سَيْفَهُ فِيهِمْ , وَقِتَالَهُ لَهُمْ سَيْفَ حَقٍّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْ قَتْلِهِ وَأَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَيْهِ كَمَا رَوَى سَفِينَةُ وَأَبُو بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً فَلَمَّا مَضَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخَلِيفَةَ الرَّابِعَ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ إِلَيْهِ , فَأَبَى عَلَيْهِمْ , فَلَمْ يَتْرُكُوهُ فَقَالَ : فَإِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ سِرًّا , وَلَكِنْ أَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُبَايِعَنِي بَايَعَنِي , فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَايَعَهُ النَّاسُ
    حديث رقم: 109 في الزهد لأبي حاتم الرازي الزهد لأبي حاتم الرازي
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات