• 2911
  • سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ "

    أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ ، قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ ، قَالَ : نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدٌ الْمُحْرِمُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ . قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ دَيْنٌ فَلَقِيَنِي فَتَقَاضَانِي ، فَخِفْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي وَيَهْلِكَ عِيَالِي ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِذَا رَأَيْتُ الْهِلَالَ ، فَلَمْ أَفْعَلْ ، أَمُنَافِقٌ أَنَا ؟ فَقَالَ : حَدَّثْتَهُ وَوَعَدْتَهُ فَأَخْلَفْتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَ أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتَ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ وَعَدْتُ فُلَانًا أَنْ أُزَوِّجَهُ فَزَوِّجُوهُ ؛ لَا أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِثُلُثِ النِّفَاقِ . فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، وَيَكُونُ ثُلُثُ الرَّجُلِ مُنَافِقًا ، وَثُلُثُهُ مُسْلِمًا ؟ قَالَ : هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ ، قَالَ : فَحَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَطَاءً ، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ ، وَمَا قَالَ لِيَ الْحَسَنُ وَمَا قُلْتُ لَهُ ، قَالَ عَطَاءٌ : أَعَجَزْتَ أَنْ تَقُولَ : أَخْبِرْنِي عَنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ أَلَمْ يَعِدُوا أَبَاهُمْ فَأَخْلَفُوا ، وَائْتَمَنَهُمْ فَخَانُوا ، وَحَدَّثُوهُ فَكَذَبُوا ، أَمُنَافِقِينَ كَانُوا ؟ أَفَلَمْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ ، أَبُوهُمْ نَبِيٌّ وَجَدُّهُمْ نَبِيٌّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، حَدِّثْنِي بِأَصْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَصْلِ النِّفَاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمُنَافِقِينَ خَاصَّةً ، الَّذِينَ حَدَّثُوا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَكَذَبُوهُ ، وَائْتَمَنَهُمْ عَلَى سِرِّهِ فَخَانُوهُ ، وَوَعَدُوهُ أَنْ يَخْرُجُوا مَعَهُ فِي الْغَزْوِ فَأَخْلَفُوهُ فَقَالَ : وَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ تَوَجَّهَ وَهُوَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ وَاكْتُمُوا ، قَالَ : فَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ مُحَمَّدًا يُرِيدُكُمْ فَخُذُوا حِذْرَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ }} ، وَنَزَلَ فِي الْمُنَافِقِينَ : {{ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ }} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَإِذَا أَتَيْتَ الْحَسَنَ فَأَخْبِرْهُ بِالَّذِي قُلْتُهُ لَكَ وَبِأَصْلِ هَذَا ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قُلْتُ لَفْظًا وَبِمَا قَالَ لِي ، قَالَ : فَأَخَذَ الْحَسَنُ بِيَدِي فَأَشَالَهَا ثُمَّ قَالَ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ هَذَا ، سَمِعَ مِنِّي حَدِيثًا فَلَمْ يَقْبَلْهُ حَتَّى اسْتَنْبَطَ أَصْلَهُ ، صَدَقَ عَطَاءٌ ، هَكَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي الْمُنَافِقِينَ