لا توجد بيانات
وَجْهُ تَسْمِيَتِهِمْ بِأَهْلِ الْحَدِيثِ إِذِ اسْمُهُمْ مَأْخُودٌ مِنْ مَعَانِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِمَا ؛ لِتَحَقُّقِهِمْ بِهِمَا أَوْ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِأَخْذِهِمَا , فَهُمْ مُتَرَدِّدُونَ فِي انْتِسَابِهِمْ إِلَى الْحَدِيثِ بَيْنَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ , فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : {{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ }} فَهُوَ الْقُرْآنُ , فَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَأَهْلُهُ وَقُرَّاؤُهُ وَحَفَظَتُهُ , وَبَيِّنٌ أَنْ يَنْتَمُوا إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَهُمْ نَقَلَتُهُ وَحَمَلَتُهُ , فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَسْتَحِقُونَ هَذَا الِاسْمَ لِوُجُودِ الْمَعْنَيَيْنِ فِيهِمْ لِمُشَاهَدَتِنَا , إِنَّ اقْتِبَاسَ النَّاسِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مِنْهُمْ , وَاعْتِمَادَ الْبَرِيَّةِ فِي تَصْحِيحِهِمَا عَلَيْهِمْ , لِأَنَّا مَا سَمِعْنَا عَنِ الْقُرُونِ الَّتِي قَبْلَنَا , وَلَا رَأَيْنَا نَحْنُ فِي زَمَانِنَا مُبْتَدِعًا رَأْسًا فِي إِقْرَاءِ الْقُرْآنِ , وَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْأَزْمَانِ , وَلَا ارْتَفَعَتْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ رَايَةٌ فِي رِوَايَةِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيمَا خَلَتْ مِنَ الْأَيَّامِ , وَلَا اقْتَدَى بِهِمْ أَحَدٌ فِي دِينٍ وَلَا شَرِيعَةٍ مِنْ شَرَايِعِ الْإِسْلَامِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَمَّلَ لِهَذِهِ الطَّائِفَةِ سِهَامَ الْإِسْلَامِ , وَشَرَّفَهُمْ بِجَوَامِعِ هَذِهِ الْأَقْسَامِ , وَمَيَّزَهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْأَنَامِ , حَيْثُ أَعَزَّهُمُ اللَّهُ بِدِينِهِ , وَرَفَعَهُمْ بِكِتَابِهِ , وَأَعْلَى ذِكْرَهُمْ بِسُنَّتِهِ , وَهَدَاهُمْ إِلَى طَرِيقَتِهِ وَطَرِيقَةِ رَسُولِهِ , فَهِيَ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ , وَالْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ , وَالْعُصْبَةُ الْهَادِيَةُ , وَالْجَمَاعَةُ الْعَادِلَةُ الْمُتَمَسِّكَةُ بِالسُّنَّةِ , الَّتِي لَا تُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَدِيلًا , وَلَا عَنْ قَوْلِهِ تَبْدِيلًا , وَلَا عَنْ سُنَّتِهِ تَحْوِيلًا , وَلَا يُثْنِيهِمْ عَنْهَا تَقَلُّبُ الْأَعْصَارِ وَالزَّمَانِ , وَلَا يَلْوِيهِمْ عَنْ سَمْتِهَا تَغَيُّرُ الْحَدَثَانِ , وَلَا يَصْرِفُهُمْ عَنْ سَمْتِهَا ابْتِدَاعُ مَنْ كَادَ الْإِسْلَامَ لِيَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغِيَهَا عِوَجًا , وَيَصْرِفَ عَنْ طُرُقِهَا جَدَلًا وَلَجَاجًا , ظَنًّا مِنْهُ كَاذِبًا , وَتَخْمِينًا بَاطِلًا أَنَّهُ يُطْفِئُ نُورَ اللَّهِ , {{ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }}