لا توجد بيانات
فَضْلُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَلَى الْأُمَّةِ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُعُهِّدَتْ بِنَقْلِهِمُ الشَّرِيعَةُ , وَانْحَفَظَتْ بِهِمْ أُصُولُ السُّنَّةِ , فَوَجَبَتْ لَهُمْ بِذَلِكَ الْمِنَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ , وَالدَّعْوَةُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بِالْمَغْفِرَةِ ؛ فَهُمْ حَمَلَةُ عِلْمِهِ , وَنَقَلَةُ دِينِهِ , وَسَفَرَتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ , وَأُمَنَاؤُهُ فِي تَبْلِيغِ الْوَحْيِ عَنْهُ , فَحَرِيٌّ أَنْ يَكُونُوا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَوَفَاتِهِ , وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الْأُمَمِ مَرْجِعُهَا إِلَيْهِمْ فِي صِحَّةِ حَدِيثِهِ وَسَقِيمِهِ , وَمُعَوَّلُهَا عَلَيْهِمْ فِيمَا يُخْتَلَفُ فِيهِ مِنْ أُمُورِهِ . انْتِسَابُ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ كُلُّ مَنِ اعْتَقَدَ مَذْهَبًا فَإِلَى صَاحِبِ مَقَالَتِهِ الَّتِي أَحْدَثَهَا يَنْتَسِبُ , وَإِلَى رَأْيِهِ يَسْتَنِدُ , إِلَّا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ , فَإِنَّ صَاحِبَ مَقَالَتِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَهُمْ إِلَيْهِ يَنْتَسِبُونَ , وَإِلَى عِلْمِهِ يَسْتَنِدُونَ , وَبِهِ يَسْتَدِلُّونَ , وَإِلَيْهِ يَفْزَعُونَ , وَبِرَأْيِهِ يَقْتَدُونَ , وَبِذَلِكَ يَفْتَخِرُونَ , وَعَلَى أَعْدَاءِ سُنَّتِهِ بِقُرْبِهِمْ مِنْهُ يَصُولُونَ , فَمَنْ يُوَازِيهِمْ فِي شَرَفِ الذِّكْرِ , وَيُبَاهِيهِمْ فِي سَاحَةِ الْفَخْرِ وَعُلُّوِ الِاسْمِ ؟