لا توجد بيانات
نَتَائِجُ مُنَاظَرَةِ الْمُبْتَدِعَةِ فَمَا جُنِيَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِنَايَةٌ أَعْظَمُ مِنْ مُنَاظَرَةِ الْمُبْتَدِعَةِ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَهْرٌ وَلَا ذُلٌّ أَعْظَمَ مِمَّا تَرَكَهُمُ السَّلَفُ عَلَى تِلْكَ الْجُمْلَةِ يَمُوتُونَ مِنَ الْغَيْظِ كَمَدًا وَدَرَدًا , وَلَا يَجِدُونَ إِلَى إِظْهَارِ بِدْعَتِهِمْ سَبِيلًا , حَتَّى جَاءَ الْمَغْرُورُونَ فَفَتَحُوا لَهُمْ إِلَيْهَا طَرِيقًا , وَصَارُوا لَهُمْ إِلَى هَلَاكِ الْإِسْلَامِ دَلِيلًا , حَتَّى كَثُرَتْ بَيْنَهُمُ الْمُشَاجَرَةُ , وَظَهَرَتْ دَعْوَتُهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ , وَطَرَقَتْ أَسْمَاعَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَرَفَهَا مِنَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ , حَتَّى تَقَابَلَتِ الشُّبَهُ فِي الْحُجَجِ , وَبَلَغُوا مِنَ التَّدْقِيقِ فِي اللُّجَجِ , فَصَارُوا أَقْرَانًا وَأَخْدَانًا , وَعَلَى الْمُدَاهَنَةِ خِلَّانًا وَإِخْوَانًا , بَعْدَ أَنْ كَانُوا فِي اللَّهِ أَعْدَاءً وَأَضْدَادًا , وَفِي الْهِجْرَةِ فِي اللَّهِ أَعْوَانًا , يُكَفِّرُونَهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ عِيَانًا , وَيَلْعَنُونَهُمْ جِهَارًا , وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ , وَهَيْهَاتَ مَا بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ . نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَنَا مِنَ الْفِتْنَةِ فِي أَدْيَانِنَا , وَأَنْ يُمَسِّكَنَا بِالْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ , وَيَعْصِمَنَا بِهِمَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ